رسالة من طواقم التمريض: المنطقة العربية مرت بأزمات لا تقارن بظروف الجائحة ولن نستسلم (فيديو)

كلمات مؤثرة من زينب ظريف مسؤولة قسم التمريض بمركز (دوك) الطبي في قطر، التي حملت رسالة نيابة عن زميلاتها وزملائها في كل مكان، أفحمت بها الجميع وتبنى رسالتها برنامج مع الحكيم على شاشة الجزيرة مباشر.
جاءت هذه الرسالة ردًّا على دراسة أجريت في جامعة واشنطن للطب حول معاناة الممرضات والممرضين في الجائحة، ومعرفة الآثار التي تركها الوباء على مقدمي الرعاية الصحية خاصة الممرضات والممرضين.
ووجدت الدراسة أن حوالي 40% من مقدمي الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية أطباء وممرضين قالوا إن الظروف التي عاشوها في الوباء قللت لديهم الرغبة في الاستمرار في مجال عملهم، وأن واحدة من كل خمس ممرضات لا تتوقع استمرارها في هذا العمل أكثر من 5 أو 10 سنوات.
وهنا صرحت زينب نيابة عنها وعن جميع العالمين في المجال الطبي بـ”أن ما تشهده المنطقة العربية من حروب وكوارث طبيعية لا يقارن بظروف الجائحة”.
وأضافت “أنه إذا تم عمل هذه الدراسة في المنطقة العربية ستكون النسبة أقل من ذلك بكثير، فجميع الكوادر الطبية وبالأخص طواقم التمريض لا يتخاذلون أبدا عن أداء مهنتهم، بل تدفعهم رؤيتهم معاناة الآخرين إلى الاستمرار”.
وأكدت زينب أن هذا ليس تقليلا من شأن الجائحة ولكن لأنها مجرد حرب واحدة من الحروب التي تعيشها البلاد العربية، حيث تشهد المستشفيات والمراكز الصحية في الشرق الأوسط العديد من الحالات الصعبة في ظروف الحرب والكوارث الطبيعية.
واستطردت زينب قائلة “إن المعاناة الجسدية بالنسبة لطاقم التمريض ليست بالأمر الذي يشغل بالنا، فهي تنتهي بمجرد رجوع الممرض أو الممرضة إلى بيته، ولكن المعاناة النفسية هي التي لا تنتهي”.
“فعلى مدار عامين شاهدنا مرضى بالعناية المركزة يناضلون من أجل التنفس فقط، مرضى يلفظون أنفاسهم الأخيرة وحيدين بعيدا عن ذويهم. عشنا لحظات صعبة عندما يغمر المرضى المستشفى ونقف أمام العشرات الذي يحتاجون الرعاية، وهذا أمر لا يزول بمجرد الرجوع إلى المنزل”.
وعلى أساس هذا الأمر يتم تدريب طاقم العناية المركزة بشكل مختلف عن الفرق الطبية في الطوابق والأقسام العادية، إذ يكون تمريض العناية المركزة على أعلى مستوى ويتم تدريبه للتعامل مع الأزمات النفسية وليست المهنية فقط.
ووجهت مسؤولة التمريض بمركز (دوك) رسالة إلى الجميع تحث فيها على تغيير النظرة النمطية لكليات التمريض، فهي مهنة مرموقة جدا وعائدها المادي ممتاز.
كما شجعت الأجيال القادمة على التوجه إلى دراسة التمريض، مؤكدة أنها مهنة أخلاقية وتمثل جزءا كبيرا من المجتمع خاصة أن الأزمات تتوالى بشكل مستمر في الآونة الأخيرة، مما زاد بالفعل عدد الطلاب والطالبات في كليات التمريض على مستوى العالم.