“كل سنة أسوأ مما قبلها”.. البرد “يذوّب” خيام النازحين وصرخة للعالم من تحت المطر (فيديو)

فروا من قسوة الحرب والقصف إلى قسوة العاصفة والبرد، هكذا أضحت حياة آلاف النازحين في الشمال السوري الذين يرقدون في خيام بالعراء هربًا من القتل والدمار.
وثقت الجزيرة مباشر معاناة النازحين في مخيم (سلمى 2) بريف اللاذقية، وأكد أحد النازحين أن كل سنة تأتي أسوأ من التي سبقتها، وخصوصًا هذه السنة بسبب العاصفة وصعوبة أحوال الطقس.
وقال لكاميرا الجزيرة مباشر إن المطر لم يتوقف منذ نحو 15 يومًا، وهو ما يزيد الأمر سوءًا بسبب تحول الخيام إلى مصفاة لمياه المطر.
كاميرا الجزيرة مباشر توثق معاناة النازحين بمخيم سلمى 2 بريف #اللاذقية #سوريا pic.twitter.com/Up7peHi9gm
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 14, 2022
10 سنوات من المعاناة
وأوضح النازح أنها لم تعد صالحة للسكن، وزادت إحدى النازحات أن الخيام تحتاج إلى أغطية مقوّاة لحمايتهم من المطر.
وبقهر شديد أفادت المتحدثة بأن أهل المخيم ينزحون فيه منذ 10 سنوات، وسط نقص كبير للمعونات. واشتكى أحد النازحين من قلة فرص العمل وصعوبة الوضع الاقتصادي.
وناشد أهالي المخيم المنظمات الدولية والإنسانية تقديم الإغاثة والدعم اللازمَين لهم ولأسرهم، خاصة في فصل الشتاء الذي يفاقم معاناتهم المستمرة.
Millions of Syrians are about to spend yet another freezing winter living in camps, shelters & destroyed buildings.
Humanitarians across the country are working 24/7 to reach 3.55 million people with the basics to survive – including blankets, heating fuel & warm clothes. pic.twitter.com/P7q3IQUpjE
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) December 16, 2021
حاولت نازحة أخرى تلخيص الوضع لكاميرا الجزيرة مباشر، وقالت إن خيمتها غير صالحة للسكن، وإنها وزوجها مريضان ولا يستطيعان توفير الدواء.
وتسببت العواصف الممطرة التي ضربت المخيمات بمختلف المناطق السورية في غرق مئات منها، وتشريد آلاف الأسر النازحة في الأساس بفعل أهوال الحرب.
نداء استغاثة
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أطلقت نداءات استغاثة عاجلة لمساعدة نحو 3 آلاف و640 عائلة تضررت خيامها بسبب العواصف الممطرة، وناشدت الدول والمنظمات العربية والدولية الإسراع في تقديم المساعدة.
وأوضحت الشبكة -في بيان- تفاصيل الكارثة التي تحاصر آلاف المدنيين في المخيمات.
وأشارت إلى أضرار جسيمة لحقت بمئات من مخيمات المنطقة بسبب السيول، بما في ذلك تمزق في الخيام أو انجرافها بشكل كامل، بجانب فقدان النازحين مستلزمات معيشية أساسية أو تلفها كالملابس ومستلزمات النوم ومدخرات التدفئة والمواد الغذائية.
In 2021, the regime and Russia have brought death and destruction. Tens of civilians were killed and hundreds were injured besides thousands have been displaced to the death camps in the north to suffer from heavy rain and heat in summer and not to mention #COVID19. pic.twitter.com/GZw6bq3kbT
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) December 30, 2021
وأكدت الشبكة أن “النساء والأطفال والكهول هم الفئات الأكثر تأثرًا لأنها الأكثر هشاشة بين النازحين” مشيرة إلى أن نقل الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة يشكّل “تحديًا إضافيًّا” ضمن عمليات إخلاء الخيام الغارقة بتلك المستنقعات.
وسجلت الشبكة تضرر نحو 400 مخيم، بإجمالي ما لا يقل عن 5 آلاف و163 خيمة متضررة بشكل جزئي أو كامل، وتشريد نحو 3 آلاف و642 أسرة.
وفي ظل انعدام البنية التحتية الأساسية من طرق وشبكات للصرف الصحي، تتحول المخيمات في الشتاء إلى برك طينية ومستنقعات.
وبلغ عدد النازحين في الداخل السوري 6 ملايين و700 ألف شخص، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.