بعد وصوله إلى فرنسا.. شكوى جديدة “بالتعذيب” ضد رئيس الإنتربول الإماراتي

نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مطلع أن شكوى جديدة بارتكاب “التعذيب” و”أعمال وحشية” قُدمت، اليوم الثلاثاء، في باريس لدى قسم الجرائم ضد الإنسانية التابع لنيابة مكافحة الإرهاب ضد الإماراتي أحمد ناصر الريسي، الرئيس الجديد للإنتربول الموجود حاليًّا في فرنسا.
والريسي الذي انتُخب في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني رئيسا للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول)، كان موضوع شكويين تم طويهما من قبل نيابة مكافحة الإرهاب لعدم الاختصاص، حيث لم يكن الشخص المعني مقيمًا في فرنسا وغير موجود على الأراضي الفرنسية أيضًا.
وقدّم الشكوى الأولى “مركز الخليج لحقوق الإنسان”، وهو منظمة غير حكومية في 7 يونيو/حزيران، قال فيها إن المعارض أحمد منصور معتقل في أبو ظبي “في ظروف صعبة ترقى إلى أعمال تعذيب”.
وقدّمت هذه المنظمة من جديد شكوى، اليوم الثلاثاء، ضد الريسي، حسب الوكالة.
واستنادًا إلى تغريدة نشرها الريسي، أشارت المنظمة غير الحكومية إلى أنه “موجود على التراب الفرنسي” حاليًّا، في ليون حيث يقع المقر الرئيسي للإنتربول، وهو ما سيجعل القضاء الفرنسي مختصًّا لتولي متابعة الشكوى.
مع بداية عام جديد أبدأ اليوم اولى زياراتي الى مدينة ليون الفرنسية كرئيس لمنظمة الانتربول. اتطلع للعمل مع اعضاء اللجنة التنفيذية والأمين العام كفريق عمل متكامل مساهمين في تحقيق الأمن والأمان في جميع أنحاء العالم.@INTERPOL_HQ
— Ahmed Naser Al-Raisi (@GeneralAlRaisi) January 17, 2022
واستبعدت المنظمة غير الحكومية مسبقًا احتمال تمتعه بالحصانة المتعلقة بوظيفته، لأن اللواء الإماراتي يمارس بالتوازي وظيفته في شرطة أبو ظبي حيث يتواصل احتجاز أحمد منصور في ظروف لا تزال تشكل “تعذيبًا”، بحسب أصحاب الشكوى.
وبالتالي، سيكون الريسي -وفق المنظمة غير الحكومية صاحبة الشكوى- أحد المرتكبين الحاليين لهذا التعذيب، وهو ما يشكل سببًا لاستثنائه من الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها بموجب اتفاق عام 2008 الذي يحكم العلاقات بين الإنتربول وفرنسا، حيث يقع مقر المنظمة.
وقال محامي المنظمة وليام بوردون “إن توقيفه بشكل فوري هو التزام قطعي لفرنسا بموجب الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها”.
دولة #الإمارات العربية – مركز الخليج لحقوق الإنسان سيواصل مساعيه لإحالة اللواء أحمد ناصر الريسي إلى العدالةhttps://t.co/PI7LLyluYe pic.twitter.com/bJQJF8kcT9
— GC4HR (@GulfCentre4HR) November 26, 2021
وجرى تقديم الشكوى الأخرى في مطلع أكتوبر/تشرين الأول من قبل رودني ديكسون، محامي اثنين من المدعين البريطانيين، ماثيو هيدغز وعلي عيسى أحمد اللذين أبلغا في أكتوبر/تشرين الأول في ليون عن وقائع اعتقال تعسفي أو أعمال تعذيب عامَي 2018 و2019.
وأعلن هيدغز أنه احتُجز وتعرّض للتعذيب، بين مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني 2018 في الإمارات، بعد اعتقاله بتهم كاذبة بالتجسس أثناء زيارة دراسية.
أما أحمد فقال إنه تعرّض للضرب مرات عدة خلال الشهر الذي أمضاه في السجن مطلع عام 2019، لدعمه العلني لفريق كرة القدم القطري المنافس خلال مباراة كأس آسيا، على حد قوله.
"إن شخصاً مثل اللواء الرئيسي، الذي أشرف وشارك في تعذيب مواطنين أبرياء، يجب ألا يترأس وكالة دولية لإنفاذ القانون"
– المدير التنفيذي لمركز @GulfCentre4HR في تعليقه على فوز #أحمد_ناصر_الريسي المتهم بالتعذيب لرئاسة #الإنتربول @khalidibrahim12 pic.twitter.com/inuFoV0c4K
— الإمارات لحقوق الانسان (@UAE_HumanRights) November 27, 2021
وجاء انتخاب الريسي بمدينة إسطنبول في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، رغم احتجاجات مدافعين عن حقوق الإنسان وسياسيين يرون أن انتخابه يسيء الى مهمة المنظمة.
وعبّرت 19 منظمة غير حكومية بينها (هيومن رايتس ووتش) في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن قلقها من احتمال اختيار الريسي، وقالت إنه “عضو في آلة أمنية تستهدف بشكل منهجي المعارضة السلمية”.
ينتخب الإنتربول هذا الأسبوع رئيسا جديا.
ترشيح اللواء أحمد ناصر الريسي، المسؤول في وزارة داخلية #الإمارات وجهازها الأمني سيء السمعة، لهذا المنصب يدق ناقوس الخطر بشأن حقوق الإنسان https://t.co/x5J0sDcNBH pic.twitter.com/XjyiaKtxqx— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 23, 2021
ومنصب الرئيس فخري، بينما يتولى تسيير الأعمال الأمين العام للمنظمة.
يُذكر أن اللواء الإماراتي أحمد ناصر الريسي يشغل منصب المفتش العام بوزارة الداخلية لدولة الإمارات منذ عام 2015، وهو مسؤول أيضًا عن خدمات الشرطة في النظام الحاكم.