أطفال ونساء باتوا في العراء تحت المطر.. الاحتلال يهدم منزلي عائلة مقدسية بحي الشيخ جراح (فيديو)

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس، بينما وجّه ناشطون دعوات لشراء من متجر مقدسي بمنطقة جبل المكبّر لمساعدة صاحبه في إفراغه قبل هدمه.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت منزلي عائلة صالحية عند الساعة الثالثة فجرًا، واعتدت على الشبان المتضامنين مع العائلة بالضرب واعتقلت 21 منهم.
وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزلين واعتدت على من فيهما بالضرب قبل أن تعتقل 6 منهم، وتطرد النساء والأطفال إلى العراء. وقالت إن جرافات الاحتلال هدمت المنزلين وشرّدت 13 من أفرادها في العراء وسط الأجواء الماطرة الباردة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال حولت محيط المنزلين إلى منطقة عسكرية مغلقة ومنعت المواطنين من الاقتراب منها.
ويوم الإثنين الماضي، حاصرت قوات الاحتلال منزل عائلة صالحية وأغلقت الطرق المؤدية إليه لإجبارها على إخلائه.
في غضون ذلك، هدد أفراد العائلة بإضرام النار في أنفسهم والمنزل، بينما أخلت بلدية الاحتلال الأرض المحاذية لمنزل عائلة صالحية بحماية قوات الشرطة.
وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرارًا يقضي بإجلاء العائلة من مساحة 6 دونمات تضم منزلًا ومشتلًا، وأمهلت العائلة حتى 25 يناير/كانون الثاني الجاري لتنفيذ قرار إخلاء الأرض.
هدم منزلين ومتجرين قسرا
ومساء أمس الثلاثاء، أجبرت سلطات الاحتلال مواطنًا مقدسيًّا على هدم منزله للمرة الثانية في مخيم شعفاط شرق القدس. كما أجبرت مواطنًا آخر في المخيم على هدم محله التجاري قيد الإنشاء، ومواطنًا من حي جبل المكبّر على هدم محله التجاري.
وكان ناشطون قد وجهوا دعوات للشراء من متجر المواطن المقدسي بمنطقة جبل المكبّر لمساعدة صاحبه في إفراغه قبيل تنفيذ سلطات الاحتلال لقرار الهدم.
كما أجبرت سلطات الاحتلال عائلة مقدسية على هدم منزلها قسرًا في بلدة بيت حنينا شمال القدس أمس الثلاثاء.
وكانت بلدية الاحتلال قد سلّمت عائلة المقدسي جلال الرجبي قبل أسابيع قرارًا يقضي بهدم منزلها البالغة مساحته 50 مترًا مربعًا، وإلا ستهدمه آلياتها مقابل مبالغ باهظة.
وقال الرجبي إن عائلته المكونة من 7 أفراد باتت اليوم بلا مأوى بعد إجبارها على هدم منزلها بقرار محكمة احتلالية قبل نحو أسبوعين، منحته مهلة أسبوع لهدمه، مضيفًا أن بناء المنزل كلفه نحو 70 ألف شيكل (نحو 22 ألفًا و300 دولار)، ويعيش فيه مع زوجته وأولاده.
وكانت بلدية الاحتلال قد أجبرت عائلة شقيقه معاذ الرجبي قبل نحو شهر ونصف الشهر على هدم منزلها قسرًا.
سنبني مقابل كل هدم
بدوره، دعا مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية إلى كسر الصمت والوقوف عند المسؤولية بشأن ما يجري من هدم لمنازل وعقارات الفلسطينيين وأهل القدس.
وقال الرويضي لتلفزيون فلسطين صباح اليوم “نحن أمام مجزرة هدم منازل ومنشآت في القدس ويجب أن نتحرك فورًا، العائلات تستنجدنا والاحتلال يريد كسر إرادتنا لكننا سنخوض هذه المعركة بكل الإمكانيات المتاحة، فنحن أصحاب الأرض والاحتلال إلى زوال”.
وأضاف “الشيخ جراح و6 أحياء في سلوان مستهدفة بالكامل ولدينا تأكيدات بنية الاحتلال تنفيذ علميات هدم واسعة خلال الأشهر الستة الأولى من 2022، ففي حي البستان بسلوان بدأوا بهدم منزل عائلة جلاجل، وفي الشيخ جراح منزل عائلية صالحية، وهناك 100 منزل في حي ياصول بسلوان مهددة”.
وقال “رسالتنا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية: عندما تقع جريمة تطهير عرقي بهذا الحجم وموقفكم هو السكوت فأنتم تفقدون مصداقيتكم، ورسالتنا إلى المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للجم الاحتلال عن مجازر الهدم التي ينفذها بحق شعبنا وأهلنا في القدس”.
وتابع “هذا المنزل الذي تم هدمه لعائلة صالحية يفصله شارع واحد عن القنصلية البريطانية، بمعنى أن المجتمع الدولي يراقب ويشاهد ما يحدث، وصمته هذا يعطي ضوءًا أخضر للاحتلال”.
واختتم “نحن سنبقى في القدس، وسندافع عن مقدساتنا وعقاراتنا، ولن يثنينا هدم منازلنا، وسنبني مقابل كل هدم”.
بدورها، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية جريمة تهجير عائلات من حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة لإحلال المستوطنين مكانهم استمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين من المدينة المقدسة.
وحذرت من أن ما يجري في مدينة القدس خاصة في حي الشيخ جراح ما هو إلا جريمة حرب وتطهير عرقي خطير في سلسلة الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود، في سياق استمرار العدوان السافر والممنهج والمتصاعد الذي يستهدف الشعب الفلسطيني ووجوده وحقوقه، خاصة في مدينة القدس بشكل خطير وغير مسبوق.
وأضافت أن سياسة هدم منازل الفلسطينيين من قبل سلطات الاحتلال وآخرها هدم منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح وتشريد 13 من أفرادها في العراء في ظل أجواء الصقيع وإعتقال 27 مواطنا تحت مسميات ومبررات واهية، كلها تأتي لتحقيق نتيجة واحدة وهي تهجير الفلسطينيين من وطنهم والتضييق عليهم.
وأوضحت أن أكثر من 100 من عناصر شرطة الإحتلال شاركوا في جريمة هدم منزل عائلة صالحية بطريقة وحشية ترقى إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي والإنساني وتكرار لنكبة تهجير العائلة من عين كارم عام 1948.
#شاهد جرافة الاحتلال تعود من جديد إلى منزل عائلة صالحية في الشيخ جراح والذي هدم بشكل كامل بعد منتصف الليل pic.twitter.com/LoHoZA9khI
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 19, 2022
وطالبت المجتمع الدولي والجنائية الدولية بالتحرك الفوري لوضع حد لهذا التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هناك إستهدافا مباشرا وكاملا لحي الشيخ جراح وستة أحياء أخرى في سلوان، مشددة على ضرورة التصدي بصورة سريعة وحاسمة لتلك الجرائم والترحيل القسري تقتضيها خطورة الجرائم المرتكبة.