أحدهم باع ابنته وآخر كليته.. أفغان يتخلون عن أعضائهم لتوفير الغذاء والدواء (فيديو)

“إذا أتى شخص ما وأراد إحدى عينيّ فيجب أن أبيعها لتبقى زوجتي على قيد الحياة”. بهذه الكلمات عبّر أحد الأفغان عن مدى سوء الأوضاع المعيشية التي وصلوا إليها بسبب الجفاف والحروب.
ويواجه حوالي 23 مليون شخص في أفغانستان -أي أكثر من نصف سكان البلاد- صعوبات خطيرة في الوصول إلى احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وهو ما يدفع العديد منهم إلى بيع أعضائهم.
يعيش عبد القادر (38 عامًا) في منزل من غرفتين من الطين من دون مرحاض ولا مطبخ، وهو يريد بيع إحدى كليتيه رغم تحذير الأطباء من أن صحته لا تسمح بذلك.
يقول “ذهبت إلى المستشفى لبيع كليتي مقابل 150 ألفَ “أفغاني” (حوالي 1500 دولار) فأخبرني الأطباء بأنني إذا قمت بمثل تلك العملية فسأموت، ومع ذلك أريد بيع كليتي”.
ويضيف “وضعنا الاقتصادي سيّئ للغاية لدرجة أنني مستعد لبيع أحد أطفالي مقابل 150 ألف أفغاني. أريد أن أنقذ ما تبقى من أفراد عائلتي”.
أفغان يتخلون عن أعضائهم بسبب الفقر! #أفغانستان #كابل pic.twitter.com/UbLWFHvC7v
— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) January 30, 2022
أما قلب الدين (38 عامًا) فيقول إنه غير قادر حاليًّا على القيام بأي عمل بدني؛ لأنه باع كليتيه في السابق مقابل 2000 دولار من أجل توفير علاج لزوجته، بل إنه اضطر “لبيع إحدى بناته” قبل سنوات بمبلغ لا يتعدى 3500 دولار.
يتنقل الراغبون في بيع كلاهم بين العيادات بحثًا عن مريض يريد الشراء، ويقول الطبيب الأفغاني هوشال طوفان إنه في السنوات الخمس الماضية تقدم أكثر من 200 شخص بطلبات إلى المستشفى الذي يعمل فيه عارضين كلاهم للبيع.
يقول “أولئك الذين يريدون بيع الكلى يأتون إلينا لكننا نرفض طلباتهم لأننا غير قادرين على إجراء عمليات زرع الكلى أصلًا”.
بيع الكلى.. تجارة رائجة
وخلال السنوات الماضية تحولت بيع الكلى في أفغانستان إلى قطاع رائج، وتعتبر مدينة هرات إلى جانب العاصمة كابل من المدن الرئيسية لتجارة الكلى في البلاد.
وتقول حركة طالبان -التي تتولى الحكم الآن في أفغانستان- إنها تبذل جهودًا لمنع تجارة الكلى، وقد حظرت مؤخرًا عمليات الزرع من أشخاص لا تربطهم صلة قرابة بالمريض.
وتفاعلًا مع هذا الموضوع، كتب الناشط صبحى عبد العزيز “الولايات المتحدة غزت البلاد تحت حجج واهية ثم لما انسحبت بفاتورة غليظة انسحبت بعدما خربت اقتصاد البلاد وأفقرت العباد ودمرت المؤسسات. صحيح أن الاحتلال العسكري انتهى لكن الاحتلال الاقتصادي ما زال قائمًا”.
وكتب حيدر علي “هذه نتائج استعمار أمريكا لأفغانستان وحجز الأموال وتدمير البلد طوال سنوات الاحتلال. نتيجة طبيعية”.