قوات أمريكية تصل إلى رومانيا ومناورات أوكرانية بمسيّرات تركية وسفن روسية تتجه للبحر الأسود

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كييف.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي “نتوقع في المستقبل القريب أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة نورماندي الرباعية”، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرقي أوكرانيا.
بدوره، صرّح ماكرون بأن مستشارين للرؤساء الفرنسي والأوكراني والروسي وللمستشار الألماني سيجتمعون الخميس المقبل في برلين، بعد أول لقاء جمعهم أواخر يناير/كانون الثاني الماضي في باريس.
وقال ماكرون إن رئيسَي روسيا وأوكرانيا تعهدا بالالتزام باتفاقات مينسك.
وكان رؤساء الدول الأربع قد وقّعوا مجموعة اتفاقات مينسك في عامَي 2014 و2015 ردّا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وتتضمن الاتفاقات هدفا لإنهاء الحرب الانفصالية التي يشنها المتحدثون بالروسية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
وأعرب زيلينكسي عن أمله في أن “تقرّبنا (هذه المفاوضات) من عقد قمة بصيغة نورماندي”.
وتابع موجّها حديثه إلى ماكرون الذي زار كييف قادما من موسكو في إطار المساعي الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل الأزمة “أشكر قدومكم لدعم أوكرانيا”.
وأجرى ماكرون -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي بينما تمارس دور الوسيط بجانب ألمانيا في النزاع بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا- محادثات استمرت 5 ساعات مع بوتين.

“خطأ فادح”
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بوتين “يجب أن يدرك أنه سيكون خطأ فادحا بالنسبة له إذا اتجه نحو أوكرانيا، وسيدفع ثمنا باهظا”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عقب اجتماعه مع المستشار الألماني أولاف شولتز أن الولايات المتحدة “مستعدة لمواصلة المحادثات المهمة بحسن نية مع روسيا، لكن إذا اتخذت قرارا بغزو أوكرانيا مرة أخرى، فإنها (واشنطن) وحلف شمال الأطلسي (الناتو) مستعدان لذلك”.
وهدد بايدن “بإغلاق خط أنابيب (نورد ستريم 2) إذا غزت روسيا أوكرانيا”، مشيرا إلى أن إدارته “تسعى لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية بما فيه مصلحة جميع الأطراف”.
وأوضح “نعمل مع الحلفاء على ردع تهديدات روسيا، وإذا قررت موسكو غزو أوكرانيا فإننا جاهزون بحزمة من العقوبات”.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من جنودها بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، لكنها تنفي وجود أي خطط لديها لغزو أوكرانيا.
مناورات روسية
وذكرت وكالات أنباء روسية أن مناورات عسكرية بدأت في جنوبي البلاد، اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان باريس أن بوتين قد وعد بعدم إجراء أي مناورات جديدة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا في الوقت الحالي.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن متحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية قوله، إن الأسابيع الثلاثة من المناورات التكتيكية الليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة.
ولم يوضح الإعلان الروسي ما إذا كانت المناورات تطورا جديدا أو جزءا من خطط طويلة الأمد. وقالت موسكو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن 3 آلاف مناورة ستُجرى في المنطقة الجنوبية خلال 2022.

وتقع المنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا على الحدود مع أوكرانيا، وتشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014. لكن قائمة المناطق العشر التي ستُجرى فيها المناورات لا تشمل الأراضي الواقعة على الحدود مع أوكرانيا بل تشمل مناطق في جنوبي روسيا ومناطق انفصالية عن جورجيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم الثلاثاء، إن 6 سفن حربية روسية تتجه إلى البحر الأسود قادمة من البحر المتوسط للمشاركة في مناورات بحرية، ووصفته بأنه تحرك مخطط سلفا يتعلق بالأنشطة العسكرية.
مناورات أوكرانية
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في وقت متأخر أمس الاثنين، إن جيش بلاده سينفذ مناورات عسكرية خلال الأيام من 10 حتى 20 فبراير/شباط الجاري، ردّا على المناورات العسكرية الروسية في بيلاروسيا بالقرب من حدود أوكرانيا الشمالية.
وصرّح ريزنيكوف لإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، بأن الجنود الأوكرانيين يُجرون تدريبات مختلفة باستمرار، وسيبدأون من 10 فبراير تنفيذ مناورات باستخدام طائرات مسيّرة من طراز (بيرقدار) وصواريخ من طراز (جافلين) و(إن إل إيه دبليو) المضادة للطائرات، المقدّمة من الشركاء الأجانب.

من جهته، قال وزير الدفاع الروماني فاسيلي دانكو، اليوم الثلاثاء، إن باكورة القوات الأمريكية لتعزيز الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بشرقي أوربا وصلت إلى رومانيا، وذلك في ظل حشد روسيا لقواتها على الحدود الأوكرانية.
وتغيّر الولايات المتحدة مواقع سرب (سترايكر) البالغ قوامه نحو ألف جندي أمريكي من فيلسيك في ألمانيا إلى رومانيا.
وقال دانكو للصحفيين إن المئة الأولى منهم وصلوا إلى البلاد، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2004، للتعامل مع المسائل اللوجستية.