وفاة رضيع ونقل توأمه للعناية المركزة.. حكومة غزة تحذر من الأسوأ مع اشتداد موجات الصقيع (فيديو)
البرد يقتل أطفال غزة

يرقد الرضيع الفلسطيني علي البطران، الذي يبلغ عمره شهرا واحدا، صباح اليوم الاثنين، في العناية المركزة وهو توأم الطفل جمعة الذي استشهد أمس الأحد، جراء البرد، في خيمة بدير البلح وسط القطاع، حيث يعاني السكان أوضاعًا معيشية صعبة مع استمرار الحصار.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه الجزيرة مباشر، اليوم، الرضيع علي البطران، وهو في حضّانة بالمستشفى.
اقرأ أيضا
list of 4 items“ننتصر أو نموت”.. مواطنون في طهران ينددون بالهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية (فيديو)
“تساؤلات بشأن اليورانيوم المخصب”.. هل نجت إيران ببرنامجها النووي رغم القصف الأمريكي والإسرائيلي؟
ترامب يعلن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
تجمّد من البرد الشديد
وقال يحيى البطران، والد التوأمين الرضع (جمعة وعلي) إن طفله جمعة توفي نتيجة تجمده من البرد الشديد الذي ضرب مناطق في قطاع غزة الأيام الماضية، وخاصة أنه اضطر للنزوح بعائلته قرب شاطئ البحر، وهي المنطقة الأكثر برودة.
وأضاف البطران، للجزيرة مباشر “أطفالي بسبب سوء التغذية لوالدتهم ولدوا مبكرًا وبوزن ناقص” وقال إنه بذل جهدًا كبيرًا من أجل تدفئتهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم إلا أن ذلك لم يكن بالأمر السهل.
وأشار إلى أن الخيمة التي يعيش بها مع عائلته وطفليه التوأم سيئة للغاية، ويشتد بها البرد خلال ساعات الليل بشكل خاص، موضحا أنه لا يمتلك المال الكافي والأدوات اللازمة من أجل تدفئه أطفاله أو التوأم الرضع.
وقال الوالد إن الرضيع جمعة مات متجمدًا من البرد، فيما لا يزال توأمه (علي) بالعناية المكثفة، والأطباء غير متفائلين بإمكانية نجاته من الوضع الصحي الحالي، خاصة أن وزنه لا يتجاوز الكيلو و300 غرام، ويعاني من مضاعفات صحية بسبب سوء التغذية والبرد.
“جمعة فارق الحياة”
من ناحيتها، قالت نورا البطران والدة الرضيعين، إنها حاولت بكل السبل الممكنة تدفئة أطفالها والحفاظ على حياتهم، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل البرد الشديد، والوضع الصعب الذي تعيشه العائلة منذ نزوحها من شمال القطاع إلى وسطه.
وأوضحت للجزيرة مباشر أنها استخدمت طريقة قديمة لتدفئة الأطفال حيث كانت تغلي الماء وتضعها في زجاجات بلاستيكية وتدفنها بجوار أطفالها، بحيث تقوم بتدفئة الحليب بتلك الزجاجات وتدفئتهم بنفس الوقت.
وأكدت قائلة “برغم ذلك، فإن (جمعة) فارق الحياة، والآخر وضعه الصحي صعب” لافتًة إلى أنها كانت تواجه صعوبة كبيرة في إطعامهما، في ظل معاناة البرد الشديد.

معاناة وسط الحصار والقصف
وأفادت مصادر طبية أمس، باستشهاد الرضيع جمعة البطران بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة، وهو الطفل الخامس، الذي استشهد من البرد خلال أسبوع.
وقبل أيام، استشهد أربعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يوما، نتيجة انخفاض درجات الحرارة، وشدّة البرد، كما تسبب انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات في ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال.
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: ارتفاع عدد الوفيات إلى 7 بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النازحين الذين دمر الاحتلال منازلهم في القطاع#الجزيرة_مباشر #فلسطين #غزة pic.twitter.com/qCc785Q4Th
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 30, 2024
وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة وشمالها محمد أبو عفش، إن الأطفال يستشهدون يوميا بسبب البرد الشديد ونقص مقومات الحياة من الطعام والشراب وحليب الأطفال، مبينا أنه لا يوجد خيام ولا بطانيات ولا ملابس ولا طعام للأطفال.
وأضاف مدير الإغاثة الطبية، أن ما يجري الآن من كوارث إنسانية في القطاع هو ما تم التحذير منه سابقا، مجددا التحذير أيضا من خطر استشهاد وتجمد عائلات بأكملها داخل الخيام.

تحذير من الأسوأ
من جانبه حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النَّازحين الذين دمّر الاحتلال منازلهم إلى 7 وفيات، وقال إن العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية.
وقال في بيان إن عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع ارتفع بين النَّازحين في الخيام إلى 7 وفيات، والعدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم وأصبحوا يسكنون الخيام منذ قرابة 15 شهرا.
وأضاف “كُنا قد حذّرنا أكثر من مرة من خطورة قدوم المُنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع بالتزامن مع الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية، ويتعرض للتشريد والتهجير”.
مخاوف من موجات الصقيع
وقال “من المتوقع أن تستمر كميات غزيرة من الأمطار في الهطول، وكذلك استمرار موجات الصقيع وبرودة الشتاء في الأيام القادمة؛ مما يوقع خطرًا كبيرًا يُشكّل تهديدًا حقيقيًّا على حياة النازحين”.
وأشار البيان إلى أن النازحين يعيشون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، إذ أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
ضرورة التدخل العاجل
وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بضرورة التدخل العاجل والتَّحرك الفوري وممارسة دور فعلي للضغط على الاحتلال من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف تداعياتها الخطيرة على الواقع الإنساني في قطاع غزة.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.