إندونيسيا تتمسك بقرار منع الرياضيين الإسرائيليين من دخول البلاد رغم عقوبات “الأولمبية الدولية”

دافعت إندونيسيا عن قرارها بمنع الرياضيين الإسرائيليين من دخول البلاد، معتبرة ذلك جزءا من واجبها في “الحفاظ على النظام الدولي”، مؤكدة أنها مستعدة لتحمل تبعات قرارها.
وفي منشور على موقع إكس قال وزير الرياضة الإندونيسي، إريك توهير، إن استبعاد الرياضيين الإسرائيليين من بطولة العالم للجمباز الفني جاء حفاظا على “الأمن والمصلحة العامة والنظام العام”.
وأضاف توهير أن جاكرتا “تتفهم عواقب هذا القرار”.
🇮🇩 Indonesia has defended its decision to bar Israeli athletes from entering the country, calling it part of its duty to “maintain international order.”
In an Instagram post, Sports Minister Erick Thohir said Israeli competitors were excluded from the World Artistic Gymnastics… pic.twitter.com/xvMFxjXfeS
— Drop Site (@DropSiteNews) October 23, 2025
وأشار إلى أن إندونيسيا تدرك أن رفضها السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة قد يؤدي إلى تعليق استضافتها للأحداث الأولمبية أو الأولمبية للشباب في المستقبل. ومع ذلك، فقد أكد الوزير أن بلاده ستظل نشطة في المشاركة في الفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية الأخرى.
قرار سيادي
بدوره قال حاكم جاكرتا، برامونو أنونغ، في وقت سابق لوكالة الأنباء الوطنية الماليزية، إن وصول الرياضيين الإسرائيليين من شأنه أن “يسبب ضيقا عاطفيا شديدا لغالبية الإندونيسيين في ظل كارثة إنسانية لا تطاق في غزة”.
وأضاف “وجودهم سيثير بلا شك غضب الجمهور في مثل هذه الظروف”.
وأشار وزير الشؤون القانونية الإندونيسي يوسريل إحزا ماهيندرا، إلى أن القرار يتماشى مع توجيهات الرئيس برابوو سوبيانتو السابقة في مناسبات عدة، وآخرها خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي انتقد فيه إسرائيل بسبب هجومها الوحشي في قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، حثت هيئة العلماء الإسلاميين العليا في إندونيسيا، جميع المجتمعات التي تدعم استقلال فلسطين على المطالبة باستبعاد الفريق الإسرائيلي.
يُذكر أن إندونيسيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، مما يعكس موقفها الثابت في هذا الشأن.
ورفضت إندونيسيا منح تأشيرات للفريق الإسرائيلي للمشاركة في النسخة الـ53 من بطولة العالم للجمباز الفني المقامة حاليا في جاكرتا بسبب حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة طوال العامين الماضيين.
جاء القرار ضمن موجة من المقاطعة الدولية والشعبية الواسعة لإسرائيل، والتي فرض عليها عزلة دولية وثقافية ورياضية، كان من بينها مقاطعة آلاف الفنانين حول العالم لشركات الإنتاج الفني الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من شركات إسرائيلية.
تعليق المحادثات
وردا على قرار إندونيسيا، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أنها ستعلق جميع المحادثات مع إندونيسيا بشأن استضافة الأحداث الأولمبية أو الأولمبية للشباب في المستقبل، حتى تضمن البلاد إمكانية وصول “جميع المشاركين بغض النظر عن جنسياتهم”.
كما دعت اللجنة الاتحادات الرياضية الدولية إلى تجنب إقامة المسابقات أو المؤتمرات في إندونيسيا حتى يُسمح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة فيها.
وأوضحت اللجنة أن هذا القرار يتماشى مع المبادئ الأساسية للميثاق الأولمبي، التي تؤكد على عدم التمييز السياسي والعرقي والديني في الرياضة.
وأفادت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها “ستوصي جميع الاتحادات الدولية بعدم استضافة أي أحداث أو اجتماعات رياضية دولية في إندونيسيا”.
وتُتهم اللجنة الأولمبية الدولية بازدواجية المعايير، حيث أوصت باستبعاد الرياضيين الروس من معظم المنافسات الرياضية الدولية منذ فبراير/ شباط 2022، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، بينما تجاهلت جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، ولم تتخذ أي إجراء مماثل ضد الرياضيين والفرق الإسرائيلية.
اعتراض إسرائيلي
في رد فعل رسمي، أدانت اللجنة الأولمبية الإسرائيلية قرار إندونيسيا، واصفة إياه بأنه “تجاوز للحدود” و”تضييق على حرية الرياضيين”.
وأكدت اللجنة أن الرياضيين الإسرائيليين سيواصلون المشاركة في البطولات الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف ضد مثل هذه القرارات التمييزية.
كما “أعربت عن أسفها” لعدم تمكن الرياضيين الإسرائيليين من المشاركة في البطولة العالمية للجمباز الفني، مشيرة إلى أن هذا القرار “يؤثر سلبا على مبدأ تكافؤ الفرص في الرياضة”.
وردًا على قرار اللجنة الأولمبية الدولية، رحبت يائيل أراد، رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية، بخطوة اللجنة الأولمبية الدولية، وأفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بأنها كانت على “اتصال وثيق” مع كبار مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية.
ووصفت أراد إجراء اللجنة الدولية بأنه “حاسم” ويرسل رسالة واضحة ضد السلوك “المشين” لإندونيسيا، كما أعربت عن امتنانها لرئيسة اللجنة الأولمبية الدولية، كريستي كوفنتري، لقيادتها في مواجهة محاولات “تسييس الرياضة” على حد تعبيرها.
طعون مرفوضة
وقدم الاتحاد الإسرائيلي للجمباز طلبا لمحكمة التحكيم الرياضي لاتخاذ تدابير مؤقتة عاجلة لتمكين الرياضيين التابعين له من المشاركة في البطولة، لكن الطلب قوبل بالرفض.
وتَقدم الاتحاد الإسرائيلي بطعنين أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولي (كاس) في قرار إندونيسيا، الأول يطالب بإجبار الاتحاد الدولي للجمباز على ضمان مشاركة إسرائيل أو نقل البطولة إلى مكان آخر، بينما استهدف الثاني إلغاء البطولة أو نقلها إلى دولة أخرى تقبل مشاركة الرياضيين الإسرائيليين، لكن محكمة التحكيم الرياضي رفضت الطعنين.
وانطلقت بطولة العالم للجمباز الفني يوم الأحد الماضي في جاكرتا وتستمر حتى يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني الجاري.
قرارات سابقة
هذا القرار ليس الأول من نوعه لإندونيسيا، فقد سبق لها أن خسرت حق استضافة كأس العالم تحت 20 عامًا في كرة القدم عام 2023، بسبب اعتراضات على مشاركة منتخب إسرائيل. كما انسحبت إندونيسيا من استضافة دورة الألعاب الشاطئية العالمية في 2023 بعد رفضها مشاركة الرياضيين الإسرائيليين. وفي وقت سابق، ذكرت تقارير، أن العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تدرس طلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036، لكن يبدو أن موقف اللجنة الأولمبية الدولية من قرار حكومة البلاد تجاه الرياضيين الإسرائيليين أضر بهذه الآمال.