أمجد الشوا يكشف عن رؤيته لليوم التالي للحرب وإدارة قطاع غزة (فيديو)

أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا أن الأوضاع الإنسانية في القطاع بلغت مرحلة خطيرة وغير مسبوقة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وتداعيات العدوان وحرب الإبادة التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من عامين، مشيراً إلى أن المشهد الإنساني في غزة مأساوي بكل المقاييس.
وأوضح الشوا، خلال حديثه لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن حجم الدمار هائل، إذ تضرر نحو تسعين في المئة من المباني والمساكن والمنشآت، فيما يواجه نحو مليون ونصف المليون فلسطيني فقدوا منازلهم أزمة إيواء خانقة مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة وفورية في الوقت الحالي لتوفير 300 ألف خيمة لاستيعاب أكبر عدد من السكان، في حين أن ما دخل إلى القطاع لا يتعدى بضعة آلاف من الخيام.

منظومة صحية متهالكة
وأشار إلى أن المنظومة الصحية في غزة انهارت تقريبا، بعد تدمير ما يقرب من 85 إلى 90 في المئة من المرافق الصحية وخروجها عن الخدمة، ونفاد معظم الأدوية الأساسية، فيما يمنع الاحتلال دخول الأجهزة الطبية الضرورية، لا سيما التشخيصية منها حيث لم يتلق القطاع سوى نحو عشرة في المائة من الاحتياجات سواء على صعيد الكميات أو الأصناف الدوائية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 43 شهداء بينهم طفل وعدد من المصابين بنيران الاحتلال في غزة (شاهد)
- list 2 of 4العوا: مشروع القرار الأمريكي يعيد إنتاج الاحتلال ويفرض استعمارا دوليا على غزة (فيديو)
- list 3 of 4محمد الهندي: المشروع الأمريكي يسترضي دولا عربية وإسلامية بعبارات فضفاضة لا تضمن حقوق شعبنا (فيديو)
- list 4 of 4اليونيفيل تعتبر إطلاق إسرائيل النار على دورية انتهاكا خطيرا.. والجيشان اللبناني والإسرائيلي يعلقان
كما تنتظر أكثر من 18 ألف حالة من المرضى والجرحى الإخلاء الطبي الفوري، في وقت يواصل فيه الاحتلال إغلاق معبر رفح وعرقلة حركة المساعدات الإنسانية.

سوء التغذية الحاد
وبيّن الشوا أن الاحتلال يواصل سياسة الحصار على القطاع بالرغم من التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث يعمل معبران فقط من بين الستة على إدخال المساعدات وضمن طاقة جزئية فقط وقيود واشتراطات، مضيفًا أن الاحتلال يمنع دخول نحو ستة آلاف شاحنة تابعة للأونروا محملة بالمواد الغذائية والخيام والأدوية، في وقت تشهد فيه غزة تفاقماً في أزمة الغذاء وسوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والنساء الحوامل.
وأكد الشوا أن سوء التغذية ما زال يراوح مكانه، وبخاصة بعد أن أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة قبل نحو شهرين، حيث لا تزال هناك عشرات الآلاف من الحالات التي عانت وتعاني من سوء التغذية، وخاصة من الأطفال والنساء الحوامل.
كما حذر من أزمة المياه والصرف الصحي التي تفاقمت نتيجة الدمار الكبير في البنية التحتية، مشيراً إلى أن تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع يهدد حياة السكان، خاصة في مناطق الإيواء. وأكد أن الاحتلال يتعمد خلق هذه الكارثة الإنسانية عبر تحديه للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية التي تلزمه بضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة.
ورأى الشوا أن مبررات الاحتلال في منع دخول المساعدات “غير مقبولة” وتشكل جريمة متعمدة تهدف إلى تعميق المعاناة من خلال جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة ودفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري.

اليوم التالي للحرب
وفي ما يتعلق باليوم التالي للحرب، شدد مدير شبكة المنظمات الأهلية على أن أي إدارة مستقبلية للقطاع يجب أن تكون ناتجة عن توافق فلسطيني ودعم عربي ودولي، لتتمكن من إدارة مرحلة الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وإعادة الإعمار وتوفير فرص الحياة للمواطنين.
كما لفت إلى أن قطاع غزة يواجه أكثر من 45 مليون طن من الركام تحتاج إلى سنوات لمعالجتها، إضافة إلى فقدان المنازل وفرص العمل ومصادر الدخل، ما يتطلب خططاً عاجلة للتعامل مع آثار هذه الكارثة الإنسانية الكبرى.