الخارجية السودانية تدين “جرائم مروعة” في الفاشر وتتوعد بالرد

دمار في منطقة السوق بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان (غيتي - أرشيفية)

أدانت وزارة الخارجية السودانية ببيانٍ شديد اللهجة، ما وصفته بـ”الجرائم الإرهابية” المروعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر.

وجاء في البيان أن “مليشيا الدعم السريع ترتكب عمليات قتل ذات طابع عرقي وترويع ممنهج ضد المدنيين العزل بمدينة الفاشر”، في إشارةٍ إلى تصاعد الانتهاكات ذات الطابع الإثني التي تشهدها المنطقة.

وأكدت الخارجية في ختام بيانها أن “الجيش سيستخدم كل الوسائل المشروعة لردع مليشيا الدعم السريع واستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام العادل”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

البرهان يتوعد الدعم السريع

كان رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قال إن قواته قادرة على تحقيق النصر، وإنها “تستطيع أن تقلب الطاولة وتعيد الأرض التي دنسها الخونة إلى حضن الوطن”.

وأضاف البرهان في كلمة متلفزة، الاثنين، أن القيادة العسكرية عازمة على “الاقتصاص لكل الشهداء ومحاسبة هؤلاء المجرمين” والمسؤولين عما جرى في مدينة الفاشر، مشيرا إلى أن مغادرة القيادة الميدانية للمدينة جاءت بسبب التدمير الممنهج الذي تعرضت له.

وأكد رئيس مجلس السيادة أن الشعب السوداني وقواته المسلحة سينتصران، وتعهّد بملاحقة الضالعين ومعاقبتهم على ما قاموا به في الفاشر.

واعترف الجيش السوداني بالانسحاب من مقر الفرقة السادسة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة، وقالت إنها ألحقت خسائر فادحة في صفوف الجيش السوداني خلال معاركها للسيطرة على المدينة الواقعة غربي السودان.

ورغم إعلان الجيش السوداني أنه يواصل تصديه لهجمات الدعم السريع على الفاشر في 5 محاور، فقد سارع الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى تأكيد سيطرة قوات الدعم على المدينة.

اتهامات تطول قوات الدعم السريع

وقد اتهمت هيئتان سودانيتان، يوم الاثنين، قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المدنيين في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان، ضمن تصعيد دموي جديد للحرب المستمرة منذ إبريل/نيسان 2023 بين الجيش والدعم السريع.

وقالت شبكة أطباء السودان في بيان إن قوات الدعم السريع نفذت، مساء الأحد، “مجزرة بشعة” بمدينة الفاشر بشمال دارفور، وصفتها بأنها “جريمة تطهير عرقي” استهدفت مواطنين عُزّل على أساسٍ عرقي.

وأوضحت الشبكة أن أعداد الضحايا تفوق العشرات، لكن صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني الكامل حال دون إحصاء دقيق.

وأضافت أن عناصر الدعم السريع نهبوا المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، ما أدى إلى انهيار شبه تام للخدمات الصحية في المدينة، واعتبرت ما حدث “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”. ودعت الشبكة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف “المجازر الممنهجة” ومحاسبة الجناة.

من جانبها، أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المدنيين يُستهدفون بأبشع صور العنف والتطهير العرقي، محذرة من أن الصمت أو الحياد الدولي يعد “تواطؤا مع الظالمين”.

وتشهد مدينة الفاشر منذ أسابيع معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي زعمت سيطرتها على مقر قيادة الجيش في المدينة.

ونفت المقاومة الشعبية المساندة للجيش تلك المزاعم، مؤكدة أن المدينة “لا تزال صامدة” وأن القوات المهاجمة تشن “حملة تضليل إعلامي لبث الرعب والهلع”.

ويواجه آلاف المدنيين في الفاشر أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب الحصار المفروض منذ مايو/أيار 2024، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، ما يهدد بحدوث مجاعة وأوبئة واسعة النطاق. وتُعد المدينة مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.

شمال كردفان

وفي ولاية شمال كردفان، قالت مجموعة محامو الطوارئ إن قوات الدعم السريع ارتكبت “مجزرة مروعة” منذ السبت الماضي بمدينة بارا، بعد معركة مع الجيش، حيث شنت القوات هجوما واسعا استهدف المدنيين بشكل مباشر، وأسفر عن “تصفية جماعية لمئات السكان، معظمهم من الشباب”، إضافة إلى اعتقالات ونهب وتخريب واسع للممتلكات العامة والخاصة.

وأشار البيان إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت بالكامل في المدينة، ما صعب توثيق الانتهاكات، في حين فر آلاف السكان إلى القرى المجاورة في ظروف إنسانية قاسية، وسط استمرار فقدان أعداد كبيرة من المدنيين.

وحملت الهيئة قيادة الدعم السريع المسؤولية القانونية عن هذه الجرائم، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لوقف المجازر وحماية المدنيين.

وتُعد مدينة بارا ذات أهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق الرابط بين دارفور وكردفان والعاصمة الخرطوم عبر أم درمان.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت السيطرة عليها السبت الماضي، في حين لم يصدر الجيش تعليقا رسميا، بعد أن أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي استعادتها.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان