الهند.. قيادي في الحزب الحاكم يدعو إلى اختطاف المسلمات وتحويلهن إلى الهندوسية (فيديو)

رفع عدد كبير من الرجال أيديهم تأييدًا لفكرته (الجزيرة مباشر)

أثارت تصريحات راغافيندرا براتاب سينغ، النائب السابق عن حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الحاكم وأحد قيادات جماعات الهندوتفا المتطرفة، الذي دعا الشباب الهندوس في ولاية أوتار براديش إلى “تحويل النساء المسلمات إلى الهندوسية بعد الزواج بهن”، موجة غضب في أوساط المجتمع الهندي.

وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند، مقطع فيديو يُظهر سينغ وهو يحث الشباب الهندوس على “خطف ما لا يقل عن 10 نساء من المجتمع المسلم وتحويلهن إلى الهندوسية”.

ويظهر سينغ في الفيديو وهو يخاطب تجمعًا عامًا في منطقة دومارياجانج بمقاطعة سيدهارثناغار، منتصف الشهر الجاري، حيث عُلقت خلفه لافتة ضخمة تحمل صورتي رئيس وزراء الولاية يوغي أديتياناث ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وقال سينغ في كلمته “أطلب منكم أن تجلبوا ما لا يقل عن 10 نساء مسلمات مقابل امرأتين (هندوسيتين يُزعم أنهما تزوجتا من رجال مسلمين) وأن تُحوّلوهن إلى الهندوسية. ارفعوا أيديكم، كم منكم مستعد لذلك؟ لن أقبل بأقل من 10 نساء مقابل امرأتين”.

وبينما رفع عدد كبير من الرجال أيديهم تأييدًا لفكرته. أضاف سينغ “سأتكفّل بتزويجهن، وأُعلن أيضًا أنني سأوفر مصدر رزق ووظائف لأولئك الذين يجلبون نساء مسلمات”، وهو ما قابله الجمهور بتصفيق حار وهتافات “جاي شري رام” وهو هتاف هندوسي يعني “النصر للإله رام”.

وقال القيادي في الحزب الحاكم إنه “لن يتسامح مع زواج امرأتين هندوسيتين من رجال مسلمين”، وأضاف موجهًا حديثه للمسلمين “أيها المسلمون، اسمعوا جيدًا، لا يمكننا تقبّل زواج امرأتين هندوسيتين من مسلمين. سننتقم انتقامًا كبيرًا لذلك. وأوجه أيضًا تحذيرًا إلى الملالي والمولويين”.

ورغم وجود قانون صارم ضد التحول الديني في الولاية، فإنّ تصريحات سينغ الداعية إلى تحويل المسلمات إلى الهندوسية أظهرت تجاهلا واضحا له، علمًا بأن هذا القانون يُطبّق في الغالب على المسلمين، حيث اعتُقل عشرات الرجال المسلمين بتهمة الزواج أو إقامة علاقات أو صداقات مع نساء هندوسيات.

حوادث سابقة

وشهدت الهند خلال السنوات الماضية العديد من حوادث تحويل المسلمين إلى الهندوسية تحت شعار “العودة إلى الدار – Ghar Wapsi” في إشارة إلى أن الديانة الهندوسية هي الأصل.

وانتشرت في شهر مايو/أيار الماضي، مقاطع مصورة تظهر إشراف جماعة هندو يوفا فاهيني – التي يرأسها سينغ على مستوى الولاية – على تحويل 8 مسلمين إلى الهندوسية، بينهم نساء وأطفال، في معبد بهاغوات دهام أشرم بمنطقة ماثورا.

وفي يوليو/تموز، قامت جماعة متطرفة أخرى تُعرف باسم هندو راكشا دل بتحويل امرأتين مسلمتين للهندوسية في منطقة غازي آباد بالولاية.

وفي مقاطعة مظفرنغر، بولاية أوتار براديش، قام الكاهن الهندوسي أشاريه مريغيندرا سينغ بتحويل 70 شخصًا من عشر عائلات مسلمة في معبد هندوسي في سبتمبر/أيلول  2023، وقال إن نحو 1100 مسلم “عادوا إلى الديانة الساناطنية” خلال العام ونصف الماضيين ضمن برنامج Ghar Wapsi الذي يشرف عليه.

ويُستخدم مصطلح “العودة إلى الدار – Ghar Wapsi” من قبل المتطرفين الهندوس للدلالة على “إعادة” الأشخاص من الديانات الأخرى إلى الهندوسية، على اعتبار أن جميع سكان الهند كانوا “أصلًا هندوسًا” ثم اعتنقوا ديانات أخرى “تحت الضغط أو الإكراه من الحكام المسلمين”، وبالتالي، فإن عودتهم إلى الهندوسية تُعد “عودة إلى الأصل” لا “تحولًا”.

وفي عام 2014، وبعد فترة وجيزة من تولي ناريندرا مودي رئاسة الوزراء، فرّ نحو عشر عائلات مسلمة من مدينة أغرا بولاية أوتار براديش بعد أن تمّ تحويل 57 عائلة إلى الهندوسية “رغمًا عنهم”، بحسب تقارير إعلامية.

وفي تصريحات للجزيرة مباشر، أعرب عدد من القادة المسلمين عن قلقهم البالغ إزاء تصريحات سينغ، لكنهم قالوا إن محاولات تحويل المسلمين إلى الهندوسية “موجودة، لكنها ليست على نطاق واسع”.

وقال قاسم رسول إلياس، المتحدث باسم هيئة القانون الشخصي للمسلمين في عموم الهند (AIMPLB)، إن مثل هذه التصريحات أصبحت “مألوفة” من قيادات الحزب الحاكم، مضيفًا أن كبار قادة الحزب، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يطلقون “تصريحات تحريضية ضد المسلمين”.

وأضاف إلياس “يبدو أنهم بلا ثقافة ولا آداب. لا يشعرون أن جميع الناس متساوون رغم أنهم في السلطة. هناك دافعان أساسيان وراء هذه التصريحات: الأول هو المكاسب الانتخابية، والثاني هو التعبير عن الكراهية لمجتمع بعينه”.

وأضاف أنه لا يتوقع الكثير من الحكومة، حيث يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا اليميني، لكنه  رأى أنه يتعين على القضاء أن يتحرك من تلقاء نفسه ضد هذه التصريحات “التي تزعزع الوحدة الوطنية، على حد قوله.

وأكد إلياس أن التحول إلى الهندوسية “لا يحدث على نطاق واسع”، وهو ما اتفق معه مالك متاصم خان، نائب رئيس الجماعة الإسلامية في الهند، قائلاً “لقد حاولوا تحويل المسلمين منذ زمن بعيد، قبل أن يصلوا إلى السلطة، والآن يتحدثون عن ذلك علنًا لأن لديهم دعمًا سياسيًا. يشعرون أنه لن يجرؤ أحد على محاسبتهم. لكني لا أعتقد أن ما يقولونه سيؤثر على المسلمين”.

وأضاف خان أن تصريحات سينغ “تحرّض الهندوس على ارتكاب جرائم”، وأضاف “إنهم يريدون استخدام سلطتهم لارتكاب الفظائع وإجبار الضعفاء على اعتناق الهندوسية. فهل يخدم هؤلاء بالفعل المجتمع الهندوسي؟ يجب على أبناء الطائفة الهندوسية التفكير في ذلك”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان