هل يكون “أبو لولو” كبش فداء لانتهاكات الدعم السريع؟

أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الخميس، إلقاءها القبض على عدد من مقاتليها الذين قالت إنهم “ارتكبوا انتهاكات أثناء تحرير الفاشر”، وكان أبرزهم القائد العسكري المدعو “أبو لولو” الذي وثق اعتداءات وحشية ارتكبها أفراد من الدعم السريع بحق المدنيين في الفاشر على حسابه بمنصة “تيك توك”.
وعلى منصة “إكس”، وصف حاكم إقليم دارفور مني مناوي عملية القبض على “أبو لولو” بأنها “مسرحية” من “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4ارتفاع أعداد النازحين من مدينة الفاشر غربي السودان
- list 2 of 4سودانية: أفراد من الدعم السريع تناوبوا على اغتصابي انتقاما من زوجي الضابط في الجيش (فيديو)
- list 3 of 4النائبة العامة في السودان: مئات البلاغات تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل واغتصاب ونهب (فيديو)
- list 4 of 4الحرب في السودان تعيد رسم الخريطة الجغرافية للبلاد
من هو أبو لولو؟ وكيف اشتهر؟
افتخر عبد الله إدريس “أبو لولو” بالجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين، لدرجة أنه حرص على توثيقها على حسابه الشخصي بمنصة “تيك توك” منذ شهر أغسطس/آب الماضي، والتي تضمنت إطلاقه النار على المدنيين أثناء التحقيق معهم في المساحات الشاسعة في دارفور وانتهاكات إنسانية متعددة، وقد بدأت شهرته حينما أعدم رجلا بسبب هويته القبلية.
وخلال الأيام الماضية، عاد “أبو لولو” إلى واجهة العنف في السودان بعد شائعة مقتله في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث وثق أخيرا قتله عشرات الأشخاص بدم بارد في الفاشر.
وكان “أبو لولو”، المقاتل في الدعم السريع، قد أشار في السابق إلى رغبته بأن يقتل 2000 شخص في السودان، وهو العدد الذي وصل إليه بحسب شهادته على بث في “تيك توك” مع مجموعة من المؤيدين للدعم السريع، والذي عبَّر فيه أيضا عن نيته قتل المزيد.
ما الذي حدث في الفاشر؟
خلال الأيام القليلة الماضية التي بسطت فيها قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، بعد نحو 18 شهرا من الحصار، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع صوَّرها أفراد في قوات الدعم السريع، من بينهم أبو لولو، تُظهر ارتكابهم إعدامات ميدانية وانتهاكات متعددة بحق المدنيين في الفاشر.
ودان أعضاء مجلس الأمن الدولي هجوم قوات الدعم السريع على مدينة “الفاشر” شمالي إقليم دارفور بالسودان، وعبَّروا عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد العنف في المدينة، وطالبوا برفع الحصار عنها.
واتهم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في السودان، مؤكدا أن المدنيين في الفاشر إما أبيدوا فيها أو قتلوا خلال نزوحهم منها.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمام مجلس الأمن الدولي إن هناك تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية بعد دخول قوات الدعم السريع إلى الفاشر.
وأشار إلى أن المدينة الواقعة في ولاية دارفور غربي السودان “انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة” وأن في الفاشر “تُغتصب نساء وفتيات، ويُشوَّه أشخاص ويُقتلون، في ظل إفلات تام من العقاب”.
الاتهامات ذاتها تحدَّث عنها المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سيف ماغانغو، الذي قال إن المفوضية تلقت تقارير عن “فظائع مروعة” ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ هجومها على الفاشر، شملت “عمليات قتل جماعي ونهب واغتصاب، واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني”، داعيا إلى تحقيق “مستقل وشفاف وسريع” في هذه الانتهاكات.
من جهتها، قدَّرت “نقابة أطباء السودان” وجود آلاف الضحايا المدنيين في الفاشر، إضافة إلى تعرُّض أكثر من 177 ألف سوداني للحصار فيها، وأن الأعمال التي حدثت في المدينة “تُمثل إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا ممنهجا وجرائم حرب مكتملة الأركان”.
أما في الولايات المتحدة، فدعا أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية” بسبب الانتهاكات التي ارتُكبت في الفاشر.

هل “أبو لولو” حالة شاذة؟
الصور المفجعة المتواترة الواردة من الفاشر، التي كانت محل قلق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتي اعترف بها الدعم السريع، تؤكد أن “أبو لولو” ليس وحده الذي يتفاخر بقتل المدنيين في السودان.
فخلال بث على “تيك توك” طلب مستشار الدعم السريع “عبد المنعم الربيع” بأسلوب ساخر من “أبو لولو” قتل المواطنين الذي وصفهم بطريقة مهينة.
وخلال أغسطس/آب الماضي، قام مقاتل في الدعم السريع يدعى “أمين إسحاق” بنشر فيديو على حسابه في “تيك توك” يجبر فيه مدنيين سودانيين على الرقص والقفز بشكل مهين، وعلى مصارعة بعضهم بعضا.
كذلك وثق عدد من أفراد الدعم السريع إعدامهم للمرضى والعُزل خلال اقتحامهم المستشفى السعودي في الفاشر يوم الثلاثاء، وسط فرحتهم العارمة بذلك.
في السياق ذاته، شكك الخبير العسكري السوداني عمر أرباب في مصداقية الدعم السريع في محاسبة المنتهكين في العمليات التي ارتكبها أفراده في الفاشر أخيرا، والتي تضمنت إلقاء القبض على “أبو لولو”.
وقال في تصريحات للجزيرة مباشر “هل هذه المحاسبة حقيقية أم أنها عملية صورية بسبب الضغط الإعلامي الكبير؟ وهل من المعقول أن تتجسد كل هذه الجرائم في شخص واحد؟ هل هي عملية عدالة حقيقية أم أن أبو لولو مجرد كبش فداء لتسكين الرأي العام الداخلي والخارجي؟”.
