قتلى وجرحى في قصف الدعم السريع مخيمات نازحين وألمانيا تندد بوضع “كارثي” في السودان

وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الوضع في السودان بأنه “كارثي” مع ورود تقارير عن فظاعات تُرتكب في الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، في حين نددت نظيرته البريطانية بظروف “مروعة”.
وبعد حصار دام 18 شهرا، سيطرت “الدعم السريع” التي تخوض معارك ضارية ضد الجيش السوداني، منذ إبريل/نيسان 2023، على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان.
استنكار الانتهاكات الواسعة
وأثارت التقارير الواردة من الفاشر عن انتهاكات واسعة بحق سكان المدينة تنديدا دوليا، وقال فاديفول في كلمة، اليوم السبت، إن “السودان في وضع كارثي تماما. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وقال وزير الخارجية الألماني خلال كلمته، اليوم السبت، أمام منتدى “حوار المنامة” في البحرين إن “قوات الدعم السريع تعهّدت علنا بحماية المدنيين وستحاسَب على هذه الأفعال”.

وجاءت تصريحات الوزير الألماني أثناء “حوار المنامة” في البحرين إلى جانب نظيريه الأردني أيمن الصفدي والبريطانية إيفيت كوبر اللذين نددا أيضا بالفظاعات التي تتحدث عنها التقارير من السودان.
وقالت إيفيت كوبر إن “التقارير الواردة من دارفور خلال الأيام الأخيرة مروّعة حقا. فظاعات وإعدامات جماعية وتجويع واستخدام مدمّر للاغتصاب سلاحا في الحرب، في حين يتحمل الأطفال والنساء وطأة أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”.
موجات عنف مستمرة
من جانبها، قالت نائبة وزير الخارجية الألمانية سراب جولر إن موجات العنف المستمرة في مدينة الفاشر غربي السودان بما يشمل القتل المتعمد لأكثر من 460 شخصا بمستشفى للولادة بأيدي قوات الدعم للسريع أمر “غير مقبول إطلاقا”.
وطالبت سراب جولر -وفق ما نقلته المتحدثة باسم الخارجية الألمانية أنيكا كلاسن في منشور على منصة إكس- قوات الدعم السريع بوقف أعمال العنف فورا، وضمان حماية المدنيين.
وقالت المسؤولة الألمانية إن إعلان الجيش السوداني موظفين رفيعي المستوى من برنامج الأغذية العالمي أشخاصا غير مرغوب فيهم وطردهم من البلاد “تصرُّف ساخر وغير مفهوم على الإطلاق”.
وأكدت أن الأطراف المتحاربة في السودان تتحمل المسؤولية الكاملة عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، مشددة على أن البلاد بحاجة ماسّة إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقال مدني.
مقتل وإصابة مدنيين
من جانبها، أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل 12 شخصا بينهم أطفال وإصابة آخرين من جرّاء استهداف الدعم السريع لمخيمات نازحين في جنوب كردفان.
وقالت على فيسبوك “أقدمت الدعم السريع مساء أمس على قصف مقر منظمة الهجرة الدولية بمدينة كادوقلي بالمسيَّرات، مما أدى إلى مقتل 5 أطفال، فيما استهدفت صباح اليوم مخيما للنازحين بمنطقة ‘العباسية تقلي’ بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص بينهم أطفال ونساء وإصابة آخرين بجروح بليغة”.
وحمَّلت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم، ودعت إلى محاسبة مرتكبيها، وطالبت بتوفير حماية فورية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني ومنع استهداف مقراتهم ومراكز النزوح.