المفوضية الأممية لحقوق الإنسان: أحداث الفاشر تعيد مشاهد “إبادة” جرت قبل 22 عاما (فيديو)

أكد المتحدث باسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو أن الوضع في الفاشر “مأساوي وكارثي” منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة وتصاعد الأعمال القتالية.
وأضاف ماغانغو، في حديثه لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن التقارير التي تتلقاها المفوضية خطيرة وتتعلق بحالات قتل جماعي واغتصابات جماعية، بالإضافة إلى حالات إخفاء قسري، مشيرا إلى أن المدنيين يمرون بأوضاع بالغة الصعوبة طوال ثمانية عشر شهرا من الحصار المتواصل.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4الحرب في السودان تعيد رسم الخريطة الجغرافية للبلاد
- list 2 of 4قمة كينشاسا توصي بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية
- list 3 of 4شبكة أطباء السودان توثق 32 حالة اغتصاب للفارات من الفاشر.. وتصعيد في غرب كردفان
- list 4 of 4سفير السودان لدى واشنطن: 17 دولة ضالعة في الحرب (فيديو)
وأشار إلى أن الوضع ازداد صعوبة في الفترة الأخيرة مع وصول القتال إلى أحياء مدينة الفاشر حيث يمنع المدنيون من مغادرة المدينة في ظل عدم وجود طرق آمنة للخروج، مضيفا أن الذين ينجحون في الخروج يتعرضون لهجمات واعتداءات على الطرقات.

تقارير مفزعة من الفاشر
وأكد ماغانغو أن مزاعم قوات الدعم السريع بشأن نفيها ارتكاب جرائم في البلاد تثير الكثير من الشكوك، مشيرًا إلى أن التقارير الميدانية تناقض ما تعلنه القوة.
وأوضح أن الأمم المتحدة تتلقى شهادات من المدنيين تفيد بأنهم يُمنعون من الهرب وتُقطع أمامهم الطرق، وأن من يحاول الفرار يتعرض لهجمات متكررة. وأضاف أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن ما وصفه بـ”النزاع البشع” الذي يهدف لعرقلة دخول المساعدات الإنسانية ومنع موظفي الإغاثة من أداء مهامهم.
ولفت إلى أن ما يقرب من عشرين في المئة من سكان السودان أصبحوا نازحين داخل البلاد منذ اندلاع الصراع، مؤكدًا أن كل مدينة أو بلدة تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد لاحقًا عمليات قتل واسعة النطاق، وتشويه، واغتصاب، مستشهدًا بما حدث في الجنينة عام 2023 وفي الجزيرة ومناطق أخرى.
وشدد ماغانغو بالقول إن تصريحات قوات الدعم السريع بشأن السماح للمدنيين بالمغادرة لا تتطابق مع الشهادات التي ترد من الميدان، مضيفًا أن ما يجري يعكس نمطًا متكررًا من الانتهاكات في مناطق سيطرة تلك القوات.

تحرك دولي عاجل
ودعا ماغانغو، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وبصوت موحد لوقف ما يتعرض له المدنيون في السودان، خصوصًا في إقليم دارفور، محذرًا من أن الوضع الحالي يشبه المآسي التي شهدها الإقليم قبل عشرين عامًا.
وقال ماغانغو إن على الدول المؤثرة وأصحاب النفوذ أن يمارسوا ضغوطًا على أطراف النزاع من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، وإنهاء القتال بالطرق السلمية لإعادة السودان إلى المسار الذي يريده شعبه، وهو وجود حكومة مدنية تمثل السودانيين جميعًا.
وأضاف أن الشباب السوداني الذي خرج قبل سنوات للمطالبة بالتغيير وإسقاط نظام عمر البشير، يعيش اليوم حالة من الإحباط بسبب الحرب المستمرة التي لا تلوح لها نهاية، مشيرًا إلى أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذا النزاع.
وشدد ماغانغو على أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تتحملان مسؤوليات قانونية وأخلاقية بموجب القانون الدولي الإنساني، تتعلق بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب محاسبة مرتكبي الانتهاكات بعد تحقيقات سريعة وشفافة وغير منحازة.