أطفال غزة بين الحصار والمرض… طفولة مسروقة في مخيمات النزوح (فيديو)

في قلب مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة، يعيش آلاف النازحين في مخيمات لا تصلح للحياة، وسط أوضاع صحية متدهورة وظروف معيشية قاسية، ألقت بظلالها الثقيلة على الأطفال، الذين أصبح المرض رفيقهم الدائم، في ظل نقص العلاج وسوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل.

في أحد زوايا المخيم، جلست أم محسن تحاول تهدئة أحفادها الذين لم يعرفوا منذ لحظة النزوح إلا الألم والمرض والجوع. تقول بحسرة “في المخيمات تنتشر الأمراض بسرعة… من الرشح والإسهال، إلى أمراض لا تفارقهم. الخبز والحليب الاصطناعي يزيدان أوزانهم دون صحة أو مناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى”.

وأضافت: كل شيء هنا ملوث، حتى الرمال التي يلعب فيها الأطفال.. الرمل مختلط بمياه الغسيل… صار مصدر خطر بدل أن يكون متعة. لا بيئة صالحة للعب، ولا حضانات، ولا مدارس. أعمارهم تتبدد أمام أعيننا دون أمل”.

تغير سلوك الأطفال

وتقول أم محسن “تحت قصف الحرب، تغير سلوك الأطفال.. صار اللعب عنيفًا… الحرب علمتهم القسوة. يرمون الرمل، يلهون بمياه ملوثة، يصرخون بلا توقف. حتى الألعاب التي تُوزع عليهم يدمرونها”.

تضيف أم محسن بأسى “الجوع ترك آثاره.. وجوههم شاحبة، أجسادهم هزيلة، لا قدرة لهم على الحركة. لا استجابة للمضادات، ولا غذاء سوى الخبز والشاي والعدس… وأحيانًا لا شيء”.

وتحكي عن رضيعة لم تكمل شهرين “تبكي طوال الليل… لا تسمع إلا أصوات القصف. لا تعرف صوت الأمان”.

آلاف الأطفال في غزة يعتمدون على المساعدات للحصول على الطعام
آلاف الأطفال في غزة يعتمدون على المساعدات للحصول على الطعام (رويترز)

ما ذنب الأطفال؟

وبصوت يغلبه الحزن تسأل “ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ طفل بلغ عامين ولم ينطق… الخوف أطبق على قلبه. بعضهم يتحمّل، لكن كثيرين لا يملكون قوة الاحتمال”.

حازم طلعت، نازح آخر في المخيم، عاش تجربة لا يتمنى لأحد أن يمر بها. فقد وُلدت ابنته وسط الحرب.

“ليتها لم تولد في هذه الظروف”، قالها للجزيرة مباشر بحزن، مستنكرًا صمت المجتمع الدولي “أطفالنا لا تعني شيئًا للعالم… هم مجرد أرقام”.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن أكثر من 18 ألف طفل في القطاع استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 892 لم يبلغوا عامهم الأول، و281 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان