غضب بعد تدنيس مسجد.. الشرطة الهندية تلاحق المحتجين المسلمين في جايبور (فيديو)

لم يكن مساء الجمعة عاديًّا في مدينة جايبور الهندية، فقد انفجر الغضب بين المسلمين بعد أن أقدم بالمكوند آشاريا، عضو البرلمان عن حزب بهارتيا جاناتا الحاكم، المعروف بمواقفه العدائية اتجاه المسلمين، على تدنيس مسجد بارز في المدينة، مما أشعل موجة احتجاجات واسعة انتهت بملاحقات عنيفة من الشرطة.

الحكاية بدأت حين دخل آشاريا المسجد مع عدد كبير من أنصاره عقب انتهاء مسيرة احتجاجية، وألصقوا به ملصقات كتب عليها “تسقط باكستان“، وهتفوا بشعارات استفزازية داخل حرم المسجد، في خطوة وصفها الأهالي بأنها جرح لمشاعرهم الدينية.

وفي تصريح له، زعم آشاريا أنه كان يحتج على الهجوم الذي وقع على السياح في باهالغام بكشمير يوم 22 إبريل/نيسان، مضيفًا أنه كان يهدف لتكريم الضحايا والتنديد بالإرهاب.

تصاعد الغضب

مشاعر الغضب تصاعدت سريعًا مساء الجمعة، إذ تجمع مئات المسلمين أمام المسجد مطالبين باعتقال آشاريا.

الشرطة التي وعدت المحتجين باتخاذ إجراء قانوني ضده تمكنت حينها من تفريقهم، إلا أن الغضب لم يخمد.

وفي اليوم التالي، خرجت مظاهرات جديدة عندما تبين أن السلطات لم تعتقل آشاريا، مما دفع الشرطة إلى استخدام القوة والعصي لتفريق الحشود التي كانت تعتصم في شارع جواهري بازار.

اتهامات بإيذاء المشاعر الدينية

مفوض شرطة منطقة مانك تشوك، هاري شانكار شارما، أوضح أن آشاريا ألصق الملصقات داخل المسجد حوالي الساعة التاسعة مساءً، مؤكدًا أن الواقعة أدت إلى غضب واسع بين المسلمين، مما استدعى نشر قوة كبيرة من خمس مراكز شرطة، إضافة إلى حضور كبار المسؤولين إلى الموقع.

لاحقًا، أعلنت الشرطة أنها فتحت بلاغًا رسميًّا ضد آشاريا، شمل اتهامات بإيذاء المشاعر الدينية للمسلمين بموجب عدة مواد قانونية منها “إيذاء أو تدنيس أماكن العبادة”، و”تعكير صفو تجمع ديني”، و”التلفظ بكلمات بقصد جرح المشاعر الدينية” و”الترهيب الجنائي” وفق قانون “برياتيا نيايا سنهيتا”.

من جهته، قال أمين المسجد، جاويد باثان، إن الحادثة وقعت أثناء تأدية الصلاة، مشيرًا إلى أن آشاريا وأنصاره قاموا بلصق الملصقات على درج المسجد، وهو ما أثار مشاعر المصلين. ورغم ذلك، دعا باثان إلى الحفاظ على السلام وعدم الانجرار إلى الفوضى.

في المقابل، حاول آشاريا امتصاص الغضب الشعبي، فنشر على منصة “إكس” توضيحًا قال فيه إنه شارك في اجتماع احتجاجي نظمه “سارف هندوسماج” تنديدًا بهجوم باهالغام، مؤكدًا أن هتافاته كانت ضد الإرهاب وليست ضد المسلمين.

وأضاف في منشور لاحق “لم يكن قصدي إيذاء أي مجتمع. علينا أن نتوحد ضد باكستان ونرسل رسالة وحدة وأخوة. حاول البعض نشر الشائعات لإفساد الأجواء، ويجب ألا ينخدع الناس بها”، معربًا عن أسفه إذا كانت مشاعر البعض قد جُرحت.

التحريض ضد المسلمين

آشاريا، الذي يمثل دائرة هوا محل الانتخابية في ولاية راجستان قاد سابقا حملات ضد استهلاك اللحوم، واستخدام مكبرات الصوت في المساجد، وارتداء الفتيات المسلمات للحجاب في المدارس، إضافة إلى مطالباته بترحيل اللاجئين البنغلاديشيين والروهينغيا من جايبور. كما يشغل منصب كبير كهنة معبد هاثوج دام.

تجدر الإشارة إلى أن الحادث يأتي في ظل تصاعد التوترات الطائفية في الهند، حيث بدأت مجموعات متطرفة هندوسية استهداف المواطنين المسلمين بشكل مباشر عقب الهجوم المسلح الذي أودى بحياة 26 سائحًا في باهالغام.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان