الحاجة أمّ الاختراع.. مواقد بديلة من البلاستيك والورق في غزة (فيديو)

مع استمرار الحصار الإسرائيلي والحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وجد المواطنون أنفسهم مضطرين إلى الابتكار والتأقلم مع ظروف غير إنسانية، في محاولة لتأمين الحد الأدنى من ضروريات الحياة، وعلى رأسها الطهي.
فمنذ نحو شهرين، تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الوقود إلى قطاع غزة، مما أدى إلى انقطاع شبه تام لغاز الطهي، ودفع السكان إلى البحث عن بدائل طارئة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحماس تنفي موافقتها على صفقة جزئية.. وتكشف مصير الأسرى (فيديو)
رجا إغبارية يواجه الاعتقال الإداري والتعتيم الكامل.. والتهمة: دعم غزة
“الانصياع أو السجن”.. أزمة داخل جيش الاحتلال: جنود منهكون يرفضون أوامر التوغل في غزة
من بين تلك البدائل ظهرت مواقد مصنوعة يدويًّا من معلبات معدنية، زُودت بمراوح صغيرة تعمل بالبطاريات، لتساعد في إشعال النار بشكل مستمر، والتقليل من انبعاث الغازات السامة أثناء الطهي.
حلول بديلة وأخطار محسوبة
أحمد عبد العال، أحد المبتكرين لهذه المواقد، أوضح في حديثه للجزيرة مباشر أن الابتكار جاء نتيجة الضرورة. وقال “في ظل الانقطاع الكامل للغاز من قطاع غزة، ابتكرنا مواقد جديدة باستخدام معلبات الحديد والصاج. صنعنا منها مواقد نارية تساعد الناس على تجهيز الطعام خلال وقت قصير، بدلًا من الاعتماد على الغاز المنقطع أو جمع الحطب والكرتون، وهي مواد باتت شحيحة”.
وبيَّن عبد العال أن هذه المواقد تعمل عبر إشعال البلاستيك والورق، مضيفًا أن المروحة المدمجة داخل الموقد تسهم في تقليل انبعاث السموم الناتجة عن الاحتراق، مما يجعل استخدامها أقل خطورة على الصحة.
وأضاف “الناس تعبت من قلة الحطب والفحم، فوجدنا أن البلاستيك هو الخيار المتاح، ويساعد بشكل كبير في تسهيل أعمال الطهي”.

وأوضح أن الموقد قادر على العمل أكثر من ساعة باستخدام مواد بسيطة مثل قطعة بلاستيك أو أنبوب مطاطي أو حتى قطعة خشب.
ورغم فاعلية هذه الوسائل الطارئة، فقد شدَّد عبد العال على أنها مجرد حلول مؤقتة، وقال “كل هذه الابتكارات مؤقتة حتى تنتهي الحرب وتنتهي الأزمة، ونأمل أن يعود الغاز وتتحسن الأوضاع”.
حصار خانق ومجاعة وشيكة
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، توقفت إسرائيل عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأعادت تصعيد عملياتها العسكرية بعد أن تنصلت من اتفاق لوقف إطلاق النار استمر نحو شهرين.
وقد أدى الحصار الكامل إلى نفاد معظم مخزونات الوقود والغذاء في القطاع، وهو ما يهدد بحدوث مجاعة شاملة لأكثر من مليوني شخص يعيشون في ظروف كارثية، بحسب منظمات أممية وحقوقية.