اليونيسف: مليون طفل في غزة يواجهون أخطر أزمة إنسانية منذ سنوات

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، نتيجة استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة منذ أكثر من شهر، في واحدة من أطول فترات منع المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب.
وقالت اليونيسف، في بيان صدر الأحد، إن منع المساعدات يُعَد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، موضحة أن النقص الحاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية والمأوى أدى إلى تفاقم معدلات سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية التي يمكن الوقاية منها، مما يهدد حياة الأطفال بشكل مباشر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبرنامج الأغذية العالمي: نفاد مخزوناتنا في غزة تماما مع استمرار إغلاق المعابر
تفاكر.. عدوان غزة وزمن “التواطؤ المكشوف” (فيديو)
احتجاجا على مجازر غزة.. جولات ميدانية في بلدة هندية لمطالبة المتاجر والسكان بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوارد بيجبيدر “لدينا آلاف الأطنان من المساعدات الحيوية جاهزة للدخول إلى قطاع غزة، لكنها ما زالت عالقة. إن هذا ليس خيارًا بل هو التزام قانوني”.
وأكدت اليونيسف أن الوضع الصحي للأطفال آخذ في التدهور، حيث أُغلق 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية بسبب القصف وأوامر الإخلاء، مما أثر بشكل خطير على حياة 350 طفلًا يتلقون العلاج في تلك المراكز.
كما أوضحت أن المخزون المتبقي من الأغذية التكميلية الضرورية للرضع يكفي فقط لـ400 طفل مدة شهر واحد، في وقت يُقدَّر فيه أن 10 آلاف رضيع بحاجة ماسّة إلى هذا النوع من الغذاء.
وأضاف البيان أن تدهور الخدمات الأساسية في القطاع قد أدى إلى انخفاض متوسط نصيب الفرد من مياه الشرب إلى 6 لترات يوميًّا فقط، مع تزايد احتمال انخفاض هذا المعدل إلى أقل من 4 لترات قريبًا، مما يجبر العائلات على الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، وهو ما يهدد بتفشي الأمراض.
وعلى الرغم من هذه التحديات فقد أكدت اليونيسف استمرار جهودها بالتعاون مع شركائها لاستئناف تقديم الخدمات الأساسية، مثل دعم الرعاية الصحية للأطفال الحديثي الولادة، وإصلاح شبكات المياه، وتقديم علاج سوء التغذية لنحو 7800 طفل. كما تمكنت المنظمة من لم شمل أكثر من 300 طفل مع عائلاتهم بعد أن تفرقوا جراء النزوح والضربات الجوية.
ودعت المنظمة الدولية إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتجديد وقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود. وطالبت السلطات الإسرائيلية بضمان تلبية الاحتياجات الحيوية للسكان في غزة، بما يتماشى مع التزاماتها القانونية بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما دعت اليونيسف الدول المؤثرة إلى ممارسة ضغوط على الأطراف المتصارعة لضمان حماية الأطفال المدنيين والبنية التحتية الأساسية، والإفراج عن الأسرى، وتوفير ممرات آمنة للعلاج والإغاثة الإنسانية.
وشدَّد بيجبيدر في ختام بيانه على أن “أكثر من مليون طفل في غزة يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة. يجب أن تكون حماية الأطفال أولوية قصوى في أي نزاع”.