استشهاد الصحفي الفلسطيني أحمد منصور متأثرا بحروق أصيب بها جراء القصف الإسرائيلي على غزة

استهداف خيمة للصحفيين في خان يونس (الأناضول)

استشهد الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، بعد إصابته بحروق شديدة، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لخيمة تضم صحفيين بجوار مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وكتب مراسل الجزيرة أنس الشريف قبل ساعات من استشهاد منصور، مؤكدا أن الأخير حالته حرجة للغاية، إذ كان يعاني من حروق شديدة لا يتوفر لها علاج في غزة، مشيرا إلى أنه يحتاج بشكل عاجل إلى نقله للعلاج في الخارج لإنقاذ حياته. لكنه أعلن عن استشهاده فجر اليوم الثلاثاء.

وروى الصحفي عبد الرؤوف شعث، زميل منصور، تفاصيل ما حدث بعد قصف الخيمة، وكيف حاول إنقاذ منصور وإخراجه من الخيمة وسط النيران المشتعلة.

لم يستطع عبد الرؤوف تحمُّل مشهد زميله وهو يتلظى في النيران. بدافع من الرعب والخوف، وبخطوات جريئة، قرر شعث أن يغامر بحياته ليخلص منصور من هذا الجحيم. يصور شعث تلك اللحظات قائلًا “تخيل أن تجد زميلًا لك تشتعل النيران في جسده. كنت أشعر وكأنني في مكانه، لا يمكنني أن أتركه”.

وقال شعث للجزيرة مباشر “بعد منتصف الليل كان الصحفيون يؤدون واجبهم الإعلامي، وفجأة سقط صاروخ، واشتعلت النيران في كل شيء حولها”.

شعور رعب وخوف

وعن مشاعره عندما رأى النيران تشتعل في زميله أحمد منصور، قال شعث “كان شعور رعب وخوف واندفاع. تخيلت نفسي مكان زميلي، وشعرت أنني يمكنني إنقاذه. تخيل أن تجد فجأة زميلًا لك تشتعل النيران في جسده، لكني لم أفكر رغم الخطر الذي كان يحدق بي، واتخذت قرارًا أنني يجب أن أخرجه، وحاولت بكل الطرق”.

وأوضح شعث أنه حاول سحب الصحفي منصور من قدميه أو أي جزء من جسده لكن جلده كان يذوب بفعل النيران، وعندها تدخَّل بقية الزملاء، وألقوا المياه عليه، ومن ثَم نقلوا الصحفي منصور إلى المستشفى، قبل الإعلان عن استشهاده لاحقا.

كل صحفي في غزة مستهدَف من الاحتلال

وأكد شعث أن كل صحفي في غزة أصبح مستهدفًا من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الصحفيين يفقدون يوميًّا زملاء لهم، مثل الصحفي محمد منصور الذي استشهد قبل أيام. وأضاف “الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل مباشر، فقدنا الشعور بالأمان، وما زلنا ننتظر دورنا في الموت”.

وطالب شعث بحماية الصحفيين الذين يقومون بواجبهم لتوثيق معاناة أهالي غزة المستمرة منذ نحو عام ونصف العام.

واستشهد في هذا الهجوم الصحفي حلمي الفقعاوي، الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، بينما استشهد شاب آخر يدعى يوسف الخازندار، وأصيب 9 صحفيين كانوا في المكان المستهدَف وفي محيطه.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان