الهند.. غضب بعد اعتقال 32 طالبا مسلما خلال ذهابهم إلى مدرسة دينية

أثار اعتقال السلطات الهندية لطلاب مسلمين أثناء توجههم إلى مدرستهم الدينية في سورات بولاية غوجارات حالة من الغضب بين المسلمين، الذين اعتبروا الأمر يندرج ضمن السياسات الحكومية المعادية للمسلمين، قبل أن تفرج السلطات عنهم في وقت لاحق.
واعتقلت قوات حماية السكك الحديدية 32 طالبًا، بينهم قُصَّر، لمدة 13 ساعة في محطة قطار موكاما بولاية بيهار الهندية، بينما كانوا في طريقهم إلى مدرستهم الدينية في سورات بولاية غوجارات، يوم الاثنين الماضي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمنسق مكافحة العنصرية في هولندا: التمييز ضد المسلمين صار سلوكا يوميا والمحجبات يتحملن العبء الأكبر (فيديو)
“إصلاح الإطارات”.. مسلمون في الهند يردُّون على تصريحات رئيس الوزراء بحملة ساخرة
الهند.. طعن طفل مسلم بعد رفضه ترديد شعار ديني هندوسي (فيديو)
احتجاز دون طعام أو ماء
وكان الطلاب متوجهين إلى دراستهم في “جامعة زكريا” في سورات، عندما احتجزتهم السلطات دون طعام أو ماء منذ الصباح حتى تم الإفراج عنهم في وقت متأخر من الليل، وقال نشطاء والأهالي إن سبب احتجازهم كان ارتداؤهم ملابسهم الإسلامية والزيّ التقليدي الذي يرتدونه خلال السفر إلى المدرسة الدينية.
ولم تُفرج السلطات عنهم إلا بعد أن تدخل نشطاء محليون لدى السلطات من أجل إطلاق سراحهم.
احتجاجات الأهالي والنشطاء
وقال قيصر ريهان، وهو ناشط محلي قاد الاحتجاج ضد تصرف السلطات، للجزيرة مباشر، إن شرطة السكك الحديدية الحكومية احتجزت الطلاب رغم أنهم أبرزوا بطاقاتهم المدرسية.
وأضاف “عندما رأت الشرطة الطلاب، قامت باستجوابهم. وقد أظهر الطلاب والمشرف عليهم وثائقهم وبطاقاتهم التعريفية، لكن الشرطة أجبرتهم جميعًا على دخول مقر الاحتجاز”.
ووفقًا لريهان، توجه العديد من الأهالي ونشطاء محليون إلى الموقع لمواجهة الشرطة بعدما علموا بما حدث، لكن الشرطة هددت النشطاء أيضًا بالاعتقال.
تسجيل قضايا
وبحسب النشطاء فإن السلطات لم تكن تنوي الإفراج عن الطلاب، بل كانت تستعد لتسجيل قضايا ضدهم، ومع تزايد الضغط، وافق المسؤولون أخيرًا على إطلاق سراحهم في وقت متأخر من الليل بعد تسجيل أرقام بطاقات “آدهار” الخاصة بهم، وهي بطاقة هوية إلكترونية للسكان في الهند.
وقال ريهان للجزيرة مباشر “اتهم المسؤولون الطلاب بأنهم ذاهبون للعمل في غوجارات وليس للدراسة، رغم أننا أظهرنا لهم بطاقات المدرسة الدينية ووثائق تسجيل المدرسة، لكنهم لم يكونوا مستعدين لقبول ذلك”.
ومع انتشار المعلومات حول الواقعة، تصاعد الغضب في أوساط المسلمين، وكتب الصحفي المحلي سيماب أختر على وسائل التواصل الاجتماعي “كل هذا يحدث في بيهار. رأوا القبعة على الرأس فاعتقلوا الأطفال الأبرياء. اعتقلت الشرطة 32 طفلًا من قرية مائدة ببهنغاما في منطقة بيغوسراي في محطة موكاما، بينما كانوا جميعًا في طريقهم للدراسة في جامعة زكريا بسورات. وتم احتجازهم جوعى وعطشى منذ الساعة الثامنة صباحًا”.

أنشطة غير قانونية
وقال شعيب، وهو عضو في مجلس محلي، إن الطلاب تم احتجازهم بسبب الشبهات بوجود أنشطة غير قانونية، رغم أنهم كانوا يحملون بطاقات المدرسة الدينية ورسالة من عمدة قريتهم”.
وأضاف شعيب في مقطع “فيديو”: “تم احتجاز 32 طفلًا كانوا متوجهين للدراسة في مدرسة دينية بغوجارات من قبل قوات حماية السكك الحديدية بسبب بعض الشبهات. رغم أن الأطفال كانت لديهم تذاكر مؤكدة، وبطاقات تعريف المدرسة الدينية، ورسالة من عمدة القرية، ولكن تم احتجازهم. هذا أمر مؤسف”.
وتابع: “إنه ظلم بحق طلاب المدارس الدينية. سنواصل الضغط حتى يتم الإفراج عن هؤلاء الأطفال”، مؤكدًا حضوره في موقع الحادث.
ضحية الكراهية
واعتبر نشطاء أن هؤلاء الطلاب كانوا ضحية للكراهية المتزايدة في البلاد تجاه المسلمين، بينما لم تصدر شرطة السكك الحديدية الحكومية بعد بيانًا رسميًا بشأن الحادث.
وتشهد الهند صعودا متزايدا في السياسات المعادية للمسلمين منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة في 2014.