ما الذي نعرفه عن كشمير وأصل الصراع بين الهند وباكستان؟

اندلاع حرب بين الهند وباكستان بعد الهجوم على منطقة باهالغام في الشطر الهندي مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا (غيتي - أرشيفية)

وسط قمم الهيمالايا الساحرة يكمن إقليم كشمير، وهو من أجمل المناطق الطبيعية وأكثرها تأزمًا سياسيًّا في العالم، فمنذ تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947، أصبح هذا الإقليم بؤرة للصراع بين الهند وباكستان.

إقليم كشمير.. الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية

يمتد إقليم كشمير على مساحة 222 ألفًا و200 كيلومتر مربع في شمال شبه القارة الهندية، ويجاور أربع دول: الهند وباكستان وأفغانستان والصين.

تُقسَّم كشمير اليوم بين:

الهند: تدير منطقة جامو وكشمير (86365 كيلومترًا مربعًا).

باكستان: تسيطر على ما تُسمى “كشمير الحرة” (آزاد كشمير) التي تبلغ مساحتها 52075 كيلومترًا مربعًا.

لماذا كشمير مهمة للبلدين؟

الهند: تَعُد كشمير حاجزًا طبيعيًّا ضد باكستان والصين، وموقعًا استراتيجيًّا يعزز مكانتها الإقليمية. كما تخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية أن تفتح بابًا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية التي تغلب فيها عرقية محدَّدة أو يكثر فيها معتنقو ديانة معيَّنة.

باكستان: تعتمد على كشمير لحماية مواردها المائية الرئيسية، إذ تنبع منها أنهار الإندوس والجِهلم والتشيناب.

مسلمو كشمير يتعرضون لمحاولات لطمس هويتهم من قبل الحكومة الهندية
مسلمو كشمير يتعرضون لمحاولات لطمس هويتهم من قِبل الحكومة الهندية (غيتي)

كيف بدأ النزاع؟

يعود أصل الصراع إلى عام 1947، عند تقسيم شبه القارة الهندية. كان حكام الولايات الأميرية مخيرين بين الانضمام إلى الهند أو باكستان، أو البقاء مستقلين.

حاكم كشمير الهندوسي المهراجا هاري سينغ اختار الاستقلال، لكن الأحداث تسارعت عندما اندلعت ثورة شعبية بين المسلمين الكشميريين على الحدود مع باكستان، وتدخلت قبائل البشتون بدعم من باكستان. بعد ذلك، وقَّع المهراجا وثيقة الانضمام إلى الهند في أكتوبر/تشرين الأول 1947 مقابل دعم عسكري من نيودلهي.

أدى ذلك إلى اندلاع أول حرب بين الهند وباكستان عامَي 1947 و1948، وانتهت بتقسيم الإقليم عبر خط وقف إطلاق النار، الذي أصبح يُعرف لاحقًا بـ”خط السيطرة” (LoC).

كشمير اليوم.. كيف تُدار؟

كشمير مقسَّمة فعليًّا بين سلطتين:

كشمير الهندية: منذ إلغاء المادة 370 في عام 2019، أصبحت “جامو وكشمير” تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية الهندية.

كشمير الباكستانية: تتمتع “آزاد كشمير” بحكم ذاتي محدود تحت إدارة إسلام أباد.

ورغم التقسيم، فلا تزال كل من الهند وباكستان تطالب بالسيطرة على المنطقة كلها.

تعداد سكان كشمير

يُقدَّر تعداد سكان منطقة كشمير بنحو 20.5 مليون نسمة حتى عام 2025، موزعين بين المناطق الخاضعة للإدارتين الهندية والباكستانية على النحو التالي:

جامو وكشمير: نحو 15.6 مليون نسمة حتى عام 2023، وفقًا لتقديرات World Population Review.

آزاد كشمير: نحو 4.8 ملايين نسمة حتى عام 2025، وفقًا لبيانات الحكومة الباكستانية.

ويتحدث السكان الكشميرية والأردية والهندية، وسط تنوع ديني وعرقي.

كيف يتعامل المجتمع الدولي مع القضية؟

على الرغم من خطورة النزاع، فلم يتمكن المجتمع الدولي من تقديم حلول حاسمة بسبب تعقيدات الأطراف والرهانات السياسية:

الأمم المتحدة: أصدرت قرارًا في عام 1948 يدعو إلى إجراء استفتاء يحدد مصير الإقليم، لكن القرار ظل غير مطبَّق حتى اليوم.

الصين: تدعم باكستان بشكل غير مباشر ضمن استراتيجيتها لتعزيز قدرتها الاقتصادية والعسكرية في المنطقة.

الولايات المتحدة وأوروبا: تميل واشنطن والعواصم الأوروبية إلى دعم الهند بوصفها شريكًا استراتيجيًّا اقتصاديًّا وأمنيًّا، لكن ذلك لم يمنعها من دعوة الطرفين إلى الحوار وتخفيف التصعيد.

الدبلوماسية الثنائية، مثل اتفاقية شملا (1972) وإعلان لاهور (1999)، لم تجد طريقها إلى تسوية شاملة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان