تايمز أوف إسرائيل: إسرائيل تخطط لتغيير جذري في آلية توزيع المساعدات الإنسانية بغزة

نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الجمعة، تقريرًا يشير إلى أن إسرائيل تسعى لإجراء تعديل جذري في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، قالت إن أحدهما إسرائيلي والآخر عربي، قولهما إن الخطة تهدف إلى منع “استغلال المساعدات من قبل حركة حماس”، مع بدء تطبيقها خلال الأسابيع المقبلة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشرطة الكونغرس تخرج مؤسس “بن آند جيريز” بالقوة بعد احتجاجه على دعم واشنطن لعدوان إسرائيل على غزة (فيديو)
الأعلام الفلسطينية تثير غضب بن غفير والعشرات يهاجمون مركبته (فيديو)
إصابة إسرائيليين في إطلاق نار وسط الضفة.. وأبو عبيدة يعلق (فيديو)
وبحسب الخطة المذكورة، ستتخلى إسرائيل عن نهج توزيع المساعدات بالجملة عبر مراكز التخزين في القطاع، لتتبنى نظام توزيع مباشر بإشراف منظمات دولية وشركات أمنية خاصة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يجري تسليم حزم غذائية لعائلات فلسطينية عبر ممثلين عنها، حيث توجه هذه الممثلين إلى نقاط توزيع محددة في منطقة أمنية جنوبي غزة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وتابعت “ستحوي كل حزمة مواد تكفي لعدة أيام فقط، مع السماح للممثلين بالعودة لاحقًا للحصول على دفعات جديدة. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الآلية ستقلل من احتمالية استيلاء حماس على المساعدات وتحويلها لدعم مقاتليها”.
وبحسب الصحيفة فإن الخطة، التي لم تحصل على الموافقة النهائية بعد، ستنفذها شركة أمنية دولية تدعى “أوربيس”، وهي شركة فرعية لمؤسسة أمريكية استشارية مرتبطة بمسؤولين إسرائيليين.
ولم يصدر عن الشركة أي تعليق رسمي على هذا الدور، وسط انتقادات وتحفظات حول فاعلية هذه المنهجية الجديدة وآثارها.
لكن المسؤول العربي الذي تحدث للصحيفة أبدى شكوكه حيال إمكانية تنفيذ الخطة على نطاق واسع، لافتًا إلى أن الممثلين الذين سيجلبون المساعدات لعائلاتهم سيحتاجون إلى عبور مسافات طويلة وخطرة.
وأشار إلى أن هذه الخطة قد تفرض قيودًا مشددة على كميات الغذاء الموزعة، واصفًا إياها بأنها “محاولة لحساب السعرات الحرارية لسكان يعانون من الجوع منذ أشهر”.
وقالت الصحيفة إن “المسؤول العربي اقترح بديلًا يتمثل في إشراك عناصر مرتبطين بالسلطة الفلسطينية في توزيع المساعدات، وهو ما رفضته إسرائيل لأن السلطة تربط تعاونها برؤية سياسية واضحة للقدس ورام الله”.
وأضافت “أشار المسؤول العربي إلى أن إشراك السلطة الفلسطينية سيفتح المجال أيضًا لدعم إضافي من دول عربية أبدت استعدادها للعب دور في إدارة غزة بعد الحرب بطريقة تعزل حماس”.
يرى الجيش الإسرائيلي، الذي أوصى بالمضي قدمًا في الخطة، أن الأزمة الإنسانية تهدد بانفجار وشيك قد يفاقم الضغط الدولي، لكن رئيس الأركان عارض اتخاذ دور مباشر في عملية التوزيع، حيث ستقتصر مشاركة الجيش على توفير الحماية الأمنية للشركات الدولية المسؤولة، بحسب الصحيفة.
مع ذلك، حذر المسؤول العسكري من أن حدّة الأزمة قد تجعل إسرائيل في مواجهة انتقادات لانتهاكات محتملة للقانون الدولي في حال استمرار تعليق دخول المساعدات لفترة أطول.
ويظل التوتر بين القيادة السياسية والعسكرية قائمًا، ففي حين يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تحقيق “نصر كامل” ضد حركة (حماس)، يؤكد الجيش أن الأولوية تتمثل في إعادة الجنود والمدنيين الإسرائيليين الأسرى في غزة، وفقا للصحيفة.
منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار، استشهد أكثر من 2,300 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ولا تزال الاحتياجات الإنسانية تتزايد في القطاع، حيث يواجه سكانه انعدام الأمن الغذائي مع تقلص كبير في الخدمات الأساسية.