في الخليل.. عائلة الجياوي تكشف تفاصيل مأساوية عن هدم الاحتلال منازلهم قبل إصدار حكم المحكمة (فيديو)

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلين يعودان للشقيقين خليل وعيد الجياوي، في بلدة إذنا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ضمن حملة هدم طالت 5 منازل في البلدة، بحجة البناء دون ترخيص.

وفوجئ الشقيقان اللذان قضيا سنوات من العمل الشاق في الداخل المحتل لبناء منزليهما، بجرافات الاحتلال تقتحم الحي وتحوّل أحلامهما إلى ركام، رغم السير بالإجراءات القانونية وتحديد موعد للنظر في القضية أمام المحكمة الإسرائيلية في اليوم ذاته.

وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، قالت والدة الشقيقين، نجاح غريب، التي شهدت المشهد من بدايته “خليل كان بيطلع من الساعة 06:30 الصبح وما يرجع إلا بعد المغرب، وبس يحصل 160 شيكل باليوم (ما يقارب 44 دولارًا)، والبيت بنيناه بشقانا وتعبنا، وعلينا شيكات بأكثر من 100 ألف شيكل”.

وأضافت بصوت يغلبه الانكسار “أعطونا أمر توقيف بناء، ومشينا بالإجراءات القانونية، وكان عندنا جلسة محكمة يوم الاثنين الساعة 9 الصبح، لكن قبل ما تبدأ المحكمة، شفنا الجرافات وصلت المنطقة، وبلشوا يهدموا بيت بيت من عنا، المنظر هد حيلي”.

وقال عيد نعيم الجياوي، الشقيق الأول، أنه كان يُعِدّ منزله للزواج، وكان قد بدأ البناء فيه منذ عام 2015 بعد عمل طويل في الداخل المحتل كراعٍ للأغنام.

وأضاف “بدأتُ ببناء منزلي عام 2015، وبعد عام فقط، تسلّمتُ أنا وابن عمي إخطارا بالهدم. قبل شهرين فقط تلقّينا إخطارا جديدا، أنا و8 من الجيران، وشرعنا في استيفاء كل المتطلبات القانونية، لكنهم كانوا يماطلون ويتذرعون بالأعياد لتأجيل قضيتنا مرارا. كان من المفترض أن تُعقد المحكمة صباح الاثنين، لكنهم جاؤوا في الثامنة ونفذوا الهدم قبل الجلسة”.

وأشار إلى أنه عمل 14 عاما كراعٍ للأغنام، وكان يدّخر أجره لبناء منزله.

فوجئ الشقيقان، بجرافات الاحتلال تقتحم الحي وتحوّل أحلامهما إلى ركام (الجزيرة مباشر)

“الفرحة تحولت إلى كابوس”

أما الشقيق الثاني جيلاوي نعيم الجياوي، فكان يعيش فرحة التحضير لزفافه الذي كان محددا بعد شهر، قبل أن تتحول هذه الفرحة إلى كابوس.

وقال “تحطّمت فرحتي بالكامل. كنّا نستعد لحفل زفافي، أنا وعائلتي كنا نعيش حالة من السعادة والتجهيز، لكن كل شيء تحوّل فجأة. اليوم لم يعد يهمّني الزفاف ولا المنزل، كل همّي الآن أولاد شقيقي المرحوم، الذي أفنى عمره في بناء البيت لهم. أحد أبنائه كان من المفترض أن يحتفل بزفافه بعد شهر معي، وآخر بدأ البناء ليستقرّ هنا مع والدته بدلًا من بيوت الإيجار، والآن باتوا جميعا بلا مأوى، يتنقلون بين منازل الأقارب”.

واختتم بمرارة ممزوجة بإيمان “نحمد الله على كل حال، نحن لسنا أفضل من أهلنا في غزة، فما أصابنا هو ضرر مادي، بينما هناك أهل في غزة فقدوا كل شيء، الله يصبّرهم ويصبّرنا، فالوجع واحد”.

ومن جانبه، وقف الأب البالغ من العمر 70 عامًا، نعيم أحمد الجياوي، ثابتا على الأرض التي ولد وعاش فيها، وبصوت يملؤه الإصرار على البقاء والصمود، قال للجزيرة مباشر “الاحتلال صادر منّا 20 دونما من الأراضي خلف الجدار. أنظر إليها كل يوم بحسرة، والآن لحقوا بنا إلى هنا. عذّبوني منذ عام 1995 وحتى اليوم. قلت للجنود: لو أحضرتم جرافاتكم ودفنتموني هنا فلن أرحل. أنا وُلدت هنا، وأبي وجدي كذلك. لم أغادر هذه الأرض يوما”.

وختم قائلا “المال بروح وبيجي، بس هما غلطانين، ولو حكولنا نطلع ما بنطلع مستحيل، حتى لو بموتوا الـ31 فرد من ولادي وأحفادي ما بنطلع من هون، لو نموت كوم واحد ما بنطلع من هون”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان