بعد 91 يوما من الحصار.. آخر أسرة ظلت في طولكرم تروي كيف أجبرها الاحتلال على الخروج من المخيم (فيديو)

على مدار 91 يومًا، صمدت الفلسطينية إيناس سروجي ووالدتها المسنّة داخل منزلهما في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، متحديتين حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي والاجتياح وانعدام مقومات الحياة.
وقالت إيناس سروجي للجزيرة مباشر “عشنا أكثر من 90 يومًا داخل منزلنا تحت الحصار، من دون كهرباء أو مياه، فقط مقومات حياة بسيطة جدًا والدتي مريضة وتحتاج إلى رعاية، وكنت أخرج سرًا كل يومين لتأمين العلاج والطعام، ثم أعود بسرعة قبل أن يراني جنود الاحتلال”.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال كانت تقتحم منازل المخيم ليلًا، كي تكسر الأبواب وتفجّرها، وتشغّل مكبرات الصوت للغناء والرقص.
وتابعت “أمي كانت خائفة جدًا، وكنت أساندها نفسيًا وأساعدها في كل شيء، وكنا ننتظر لساعات طويلة قدوم طواقم الهلال الأحمر لإخراجنا، لكن الاحتلال لم يكن يسمح بذلك”.

لحظات مؤلمة
وعن شعورها لحظة الخروج بعد هذا الصمود الطويل، قالت إيناس “عندما خرجنا في سيارة الهلال الأحمر، كانت لحظة الرحيل مؤلمة جدًا، وتركنا بيتنا ونحن لا نعلم إن كنا سنعود إليه أم لا، وكانت شوارع المخيم خاوية وحزينة، كل شيء كان مدمرًا، جرفوا الشجر والحجر”.
من جهتها، قالت والدتها نصرة سروجي “كنا آخر من بقي في المخيم، ودخل علينا جنود الاحتلال وقالوا: ’يجب أن تخرجوا‘، قلت لهم بالعبرية: ’أنا مريضة، وقدماي تؤلماني‘، وبقيت في المنزل أكثر من 90 يومًا”.
وأضافت “عند الخروج، كسر الجنود النافذة وقالوا: إذا وجدناكم هنا صباحًا، سنكسر كل شيء.. خرجنا مع الصليب الأحمر بعد تأخير طويل، وظللنا ننتظر في البرد والجوع، من دون تنسيق، ومن دون مياه أو طعام”.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 يناير/كانون الثاني 2025، عدوانًا عسكريًا على مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في الـ27 من الشهر نفسه.
وأسفرت الحملة العسكرية التي يقودها الاحتلال في مدن الضفة ومخيماتها عن نزوح عشرات الآلاف واستشهاد نحو 40 شخصا، بينما اعتُقل عشرات الأشخاص.
وشهدت الضفة الغربية تصاعدًا لاعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 959 فلسطينيًا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.