والد الطفل الفلسطيني القتيل وديع: لن يعيد لي الحكم ابني

لم يكن الحكم بالسجن 53 عامًا على جوزيف زوبا، الرجل الأمريكي البالغ من العمر 73 عامًا، كافيًا لشفاء جراح والد الطفل الفلسطيني الأمريكي وديع الفيومي، الذي قُتل طعنًا بدافع الكراهية العنصرية، في جريمة هزت مشاعر العالم في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
داخل قاعة المحكمة في ولاية إلينوي، أُسدل الستار على محاكمة القاتل، لكن الألم ما زال حيًا في قلب عدي الفيومي، والد الطفل الذي لم يكمل عامه السابع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمحمد إقبال.. كيف تعامل الإعلام الهندي مع مقتل معلم مسلم في قصف باكستاني؟
بسبب التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد.. المسلمون الهنود يدفعون الثمن وعلماء يدينون هجوم باهالغام
محال لمسلمين تتعرض للتخريب والحرق في ولاية هاريانا الهندية (فيديو)
يقول الفيومي في حديثه للجزيرة مباشر “الحكم مهما كانت عدد السنوات، فإنه لا يخفف عني. سواء كان 10 أو 100 سنة، هذه أرقام فقط. القاتل مريض بالسرطان، أو على الأقل يدّعي ذلك. لا أعلم إن كان سيعيش ليقضي عقوبته”.
ورغم أن المحكمة رأت في هذا الحكم صورة من صور العدالة، فإن والد وديع يرى الصورة الأوسع “العدالة الحقيقية ليست في الدنيا. لا شيء يمكن أن يعيد ابني. لقد احتسبنا أمرنا عند الله، وروح وديع هدية منا لأهلنا في غزة“، في إشارة إلى المعاناة المستمرة التي يعيشها الفلسطينيون هناك.
في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبينما كانت العائلة تستأجر غرفة في منزل القاتل، هاجم زوبا الطفل وديع ووالدته فجأة، في جريمة وُصفت بأنها “جريمة كراهية نابعة من العنف السياسي والعنصري”. طعن الطفل 26 مرة، في مشهد مأساوي لا يُنسى، واعتدى بوحشية على والدته التي نجت بأعجوبة.
أحمد رحاب، رئيس منظمة العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” في شيكاغو، أوضح أن زوبا لم يُظهر سلوكًا عدائيًا قبل الحادثة، وكان يتعامل بشكل طبيعي مع العائلة.
لكنه أضاف “اكتشفنا لاحقًا أنه يحمل عنصرية مكبوتة. بعد أحداث 7 أكتوبر، وتصاعد التغطية المنحازة في الإعلام الأمريكي لصالح الرواية الإسرائيلية، تأججت مشاعر الكراهية لدى البعض، وزوبا كان أحدهم”.
وأشار رحاب إلى أن المناخ السياسي والإعلامي آنذاك، بقيادة إدارة جو بايدن، أسهم في خلق بيئة مشحونة ساعدت على تفجير دوافع العنف “وسائل الإعلام ركزت على معاناة الإسرائيليين وتجاهلت ما يحدث في غزة. هذا التحيز غذّى الكراهية، لكنه لا يبرر بأي حال من الأحوال الجريمة الشنيعة”.
بالنسبة لعدي الفيومي، لم تكن الجريمة مجرد حادث فردي، بل انعكاس لحالة عنصرية أعمق تُغذيها السياسة والإعلام، ومع أنه فقد فلذة كبده، فإن صوته يظل واضحًا: “نحن نؤمن بأن حقنا لا يضيع، حتى وإن غابت العدالة على الأرض”.