وسط مخاوف من نشوب حرب.. ناشطو سلام في الهند وباكستان يدعون إلى تهدئة التوتر

دعا العشرات من ناشطي السلام في الهند وباكستان حكومتَي البلدين إلى خفض التوتر المتصاعد بينهما منذ الهجوم الدامي على سياح في منطقة كشمير، مؤكدين أن الشعوب تدفع ثمن الصراعات، وأن التصعيد العسكري لن يجلب سوى الدمار.
وفي بيان مشترك صدر الجمعة، أعرب 41 ناشطًا من الجانبين (25 ناشطًا باكستانيًّا و16 هنديًّا) عن قلقهم البالغ إزاء “تفاقم التوتر الخطير بين الدولتين الجارتين”، بعد مقتل 26 سائحًا بهجوم مسلح وقع يوم 22 إبريل/نيسان في باهالغام بكشمير.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمحمد إقبال.. كيف تعامل الإعلام الهندي مع مقتل معلم مسلم في قصف باكستاني؟
اعتماد باكستان على السلاح الصيني.. كيف غيَّر المعادلة في المواجهة مع الهند؟ (فيديو)
الجيش الباكستاني: نحن في حالة حرب مع الهند (فيديو)
وجاء في البيان “ندعو إلى وقف الأعمال العدائية والتحريض على الحرب. إن تأجيج الهستيريا الحربية وتحويل التوتر الحالي إلى صراع عسكري سيكون مدمرًا للغاية لشعوبنا المحبة للسلام”. وأضاف الموقعون أن “الحل يكمن في التفاوض والحوار، لا في الرصاص والمدافع”.
ودعا الناشطون حكومتَي الهند وباكستان إلى تغليب لغة العقل والحوار على ما وصفوه بـ”جنون أسلحة الدمار”، مشددين على ضرورة عدم السماح بخروج الأوضاع عن السيطرة.
وأدان البيان الهجوم على السياح في كشمير، ورآه “عملًا إرهابيًّا ضد الأبرياء”، مطالبًا بإجراء “تحقيق شامل وعادل لتقديم مُنفذي الهجوم إلى العدالة”.
شخصيات بارزة بين المُوقعين
ووقع على البيان شخصيات أكاديمية وصحفية وحقوقية مرموقة من الطرفين. فمن الجانب الهندي، كان من بين المُوقعين: الناشط البارز في مجال السلام أوم براكاش شاه، والصحفي والحقوقي المعروف جون ديال، والبرلماني السابق والمحرر كومار كيتكار، والأكاديمي أناند كومار، والناشط السياسي محمد يوسف طريغامي.
أما من الجانب الباكستاني، فوقع عليه كل من الأمين العام لرابطة الإعلام الحر في جنوب آسيا امتياز علم، وضابط الشرطة السابق طارق خسا، والمحرر الصحفي مجيب الرحمن شامي، وعضو لجنة حقوق الإنسان الباكستانية حسين نقي، والمحلل في صحيفة “داون” زاهد حسين.

دعوة إلى حوار شامل تشارك فيه المعارضة
وفي تصريح خاص للجزيرة مباشر، شدَّد الناشط الهندي البارز في مجال السلام أوم براكاش شاه على ضرورة المبادرة إلى إطلاق حوار جاد. وقال “على رئيس الوزراء في أي من البلدين أن يبدأ الخطوة الأولى، ويمكن أن تكون مكالمة هاتفية أو دعوة إلى حوار افتراضي يضم قادة بارزين من الحكومة والمعارضة”.
وأضاف “المعارضة في البلدين اليوم تقف خلف حكوماتها، وهذه فرصة تاريخية لتجنب كارثة. لا يمكننا تعويض الأرواح التي فُقدت في كشمير، لكن لا ينبغي أن يقودنا الانتقام إلى قتل الآلاف”.
واستشهد شاه بأقوال الزعيم الهندي المهاتما غاندي، مؤكدًا أن “الحرب هي العدو الأكبر للإنسانية”، داعيًا وسائل الإعلام إلى مراجعة تغطياتها التي “تسهم في تأجيج الأزمة بدلًا من تهدئتها”.
“دعوا شعوب المنطقة تقرر”
من جهته، قال منسق منتدى شعوب باكستان والهند للسلام والديمقراطية محمد تحسين إن “التحريض على الحرب يجب أن يُصنَّف جريمة يُعاقب عليها القانون”.
وأضاف في تصريح للجزيرة مباشر “الناس العاديون في كلا البلدين يريدون العيش بسلام. استمعوا إلى صوت الشعوب: لا للحرب، نعم للسلام”.
ودعا تحسين إلى إحياء دور “رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)”، التي توقفت فعالياتها بسبب النزاعات المتكررة، مقترحًا إشراك الدول الأعضاء الست الأخرى في الحوار لتقريب وجهات النظر.
وقال “الهند وباكستان تسببان أزمات تتجاوز حدودهما. يجب على دول المنطقة أن تُسمع صوتها”.
يُذكر أن رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي أُسست عام 1985 لتعزيز التعاون بين دول جنوب القارة، وتضم كلًّا من أفغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند والمالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا، ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة النيبالية كاتماندو.