السفير الأمريكي لدى إسرائيل يزور 5 بقرات حُمْر.. ما القصة؟ (شاهد)

في سابقة دبلوماسية خطيرة، أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أمس الأربعاء، زيارة مفاجئة لمستوطنة شيلو الواقعة شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، برفقة زوجته.
وتُعد هذه أول زيارة رسمية من نوعها لسفير أمريكي لأراضٍ محتلة، في مخالفة فجة للموقف الأمريكي التقليدي الذي كان يتجنب الاعتراف بشرعية الاستيطان في الضفة الغربية.
خمس بقرات حُمْر
اللافت في الزيارة لم يكن موقعها فحسب، بل أيضًا السبب الذي دفع السفير الأمريكي إلى اختيار هذه المستوطنة، إذ بدأ هاكابي جولته بزيارة مزرعة تحتوي على 5 بقرات حُمْر تعتبرها جماعات “الهيكل” اليهودية المتطرفة، مؤشرًا إلهيًّا على اقتراب بناء الهيكل الثالث، مكان المسجد الأقصى المبارك.
وتستند هذه الجماعات في معتقداتها إلى شروح تلمودية تعتبر أن ظهور بقرة حُمْر “كاملة المواصفات” في أرض فلسطين، يُعد شرطًا ضروريًّا للقيام بطقوس “تطهير الشعب اليهودي”، تمهيدًا لما يزعمون أنه “الصعود إلى بيت الرب”، في إشارة صريحة إلى المسجد الأقصى.
ووفقًا لتلك المعتقدات، يجب أن تكون البقرة الحمراء خالصة اللون، دون أي شعرة بلون مختلف، وألا تكون قد استُخدمت لأي عمل أو حملت حبلًا على رقبتها، وأن تكون قد رُبيت في أرض إسرائيل. وبعد بلوغها عامين، تُذبح فوق جبل الزيتون مقابل المسجد الأقصى، ثم تُحرق وفق شعائر محددة، ويُستخدم رمادها في تطهير الشعب، وفق زعم الجماعات الاستيطانية.

السفير الأمريكي: أسميها يهودا والسامرة
وخلال زيارته، أكد السفير هاكابي أنه لا يعترف بمصطلح “الضفة الغربية”، وقال حرفيًّا “لم أستخدم قط مصطلحًا غير يهودا والسامرة، وسيكون من الظلم التاريخي استخدام مصطلحات أخرى”.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة إسرائيل هيوم “الوجود اليهودي هنا يمثل الحياة وفقًا لقواعد الله، ولهذا يريد الكثير من الناس في العالم قتل اليهود. أنتم لستم وحدكم، نحن نقف معكم”.
وكان هاكابي، المعروف بولائه المتشدد لإسرائيل، قد أثار جدلًا واسعًا في إبريل/نيسان الماضي، عندما بدأ مهامه سفيرًا بالصلاة عند حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى) حاملًا دعاءً مكتوبًا بخط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما قال حينها.
وفي عام 2008، زار إسرائيل ووضع حجر الأساس لمبنى استيطاني. وخلال زياراته المتكررة، صرّح قائلا “لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، بل مجتمعات ومدن. ولا يوجد شيء اسمه احتلال من الأصل”.
وأثارت الزيارة موجة من الغضب في الأوساط الفلسطينية التي اعتبرتها دعمًا مباشرًا للاستيطان وتجاهلًا تامًّا للحقوق الوطنية الفلسطينية، كما وُصفت من قبل مراقبين دبلوماسيين بأنها “سابقة خطيرة تشجع على تقويض القانون الدولي وتزيد من تأجيج الصراع الديني في المنطقة”.