“كان حلمه أن يصل صوته للعالم”.. والد الطفل الشهيد حسن عياد متحدثا عن ابنه الوحيد (فيديو)

لم يكن الطفل الشهيد المنشد حسن عياد، الابن الوحيد لعائلته، أحد ضحايا الإبادة الإسرائيلية المجهولين، بل كان معروفًا بصوته الذي عبّر من خلاله عن واقع المخيم والنزوح، منشدًا الأناشيد الوطنية، واشتهر بأنشودته “اشهد يا عالم”.

واستشهد حسن، الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، بقصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقال والده، علاء عياد، للجزيرة مباشر “كان حسن من أقرب الناس إلى قلبي، ولم يكن مجرد ابني، بل كان سندي، كان ينتظر حفلات الأطفال بلهفة، ويطلب مني أن أرافقه رغم عدم وجود مقابل مادي، وكان يقول لي: يا بابا، أنا هدفي بس أُسعد الأطفال”.

الغناء كان رسالة

لم يكن الغناء مجرد هواية لحسن، بل رسالة حملها وسط الظروف الصعبة التي يعيشها أطفال غزة، واستطاع أن يُدخل البهجة على قلوبهم، كما يروي والده “كان يخلّي كل أطفال قطاع غزة يغنوا (اشهد يا عالم)، وكان محبوبًا من الصغير قبل الكبير، وعندما كنا نمشي في الشارع، كان جميع من يعرفه يسلم عليه”.

أشار علاء إلى أن حسن كان يحلم بإيصال صوته إلى العالم، لا لأجل الشهرة أو المال، بل ليكون صوت غزة في الخارج، قائلًا “كان يتمنى أن يسافر ويمثل فلسطين، وكان حلمه أن يوصل صوته للعالم”.

بقي خالدا في ذاكرة من عرفه

استُشهد حسن، لكنه بقي خالدًا في ذاكرة عائلته وكل من عرفه، وتحدث والده، بعين دامعة وقلب مؤمن، قائلًا “الحمد لله، ربنا اصطفاه شهيدًا، ووالدي أوصاني قبل سبع سنوات ألا نبكي على فقد حبيب، فنحن أمانة في الدنيا، وأنا طلبت العوض من الله، حسن ليس خسارة، بل هو أمانة عاد إلى خالقه”.

أما والدة الشهيد حسن، فأوضحت أن الاحتلال استهدفه دون أي مبرر، وقالت “كان ذاهبًا ليفرح الأطفال ويجبر خاطرهم، هو يحب الجميع ويحب يطعم الجميع، واستهدفوه بدون سبب، ادعوا له، والله قلبي يحترق عليه”.

لم يكن حسن مجرد طفل يُنشد، بل كان حلمًا لم يكتمل، ولحق بركب الشهداء من أطفال فلسطين.

ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد الأطفال الشهداء في قطاع غزة تجاوز 18 ألفًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 52 ألف شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، وأكثر من 117 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.