قاض أمريكي يأمر بالإفراج عن الطالبة التركية رميساء أوزتورك.. تعرَّف على حيثيات القرار

أمر قاض فيدرالي، اليوم الجمعة، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج فورًا عن الطالبة التركية رميساء أوزتورك، المعتقلة منذ أكثر من ستة أسابيع في مركز للمهاجرين في لويزيانا، بعد أن شاركت في كتابة مقال رأي ينتقد رد فعل الجامعة على حرب إسرائيل في قطاع غزة.
وأمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية وليام سيشنز في جلسة استماع في برلينجتون بولاية فيرمونت بالإفراج بكفالة عن رميساء، التي تدرس درجة الدكتوراه بجامعة تافتس، والتي أصبحت في قلب حملة إدارة ترامب لترحيل الطلبة المناصرين لفلسطين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأئمة وخطباء مساجد في هولندا يقودون مظاهرة حاشدة رفضا للحرب على غزة (فيديو)
مشرعون ديمقراطيون يزورون مركز احتجاز محمود خليل و رميساء أوزتورك (فيديو)
طلاب يقاضون جامعة تكساس وحاكم الولاية بسبب اعتقال الداعمين لغزة
وقال القاضي إن رميساء أوزتورك أثارت ادعاءً جوهريًّا بأن مسوغات احتجازها “اقتصرت ببساطة على التعبير عن رأيها الذي أدلت به أو شاركته في مقال رأي، في انتهاك لحقوقها بموجب التعديل الأول للدستور”.
“تخويف الملايين من التعبير عن رأيهم”
وأضاف سيشنز “من المحتمل أن يؤدي استمرار احتجازها إلى تخويف الملايين في هذا البلد من غير المواطنين من التعبير عن رأيهم. قد يتجنب أي منهم الآن ممارسة حقوقه بموجب التعديل الأول للدستور خوفًا من اقتياده إلى مركز احتجاز”.
ومثلت رميساء أمام القاضي عبر اتصال مصور من مركز الاحتجاز في لويزيانا، وشوهدت بعد جلسة الاستماع وهي تعانق إحدى المحاميات عنها.
وقالت جامعة تافتس إنها تعتزم المساعدة في توفير سكن لأوزتورك عند إطلاق سراحها.
وصدر حكم القاضي بعد فترة وجيزة من رفض محكمة استئناف فيدرالية محاولة إدارة ترامب إعادة احتجاز الطالب في جامعة كولومبيا محسن مهداوي، وهو ناشط فلسطيني أمر قاض آخر في فيرمونت بالإفراج عنه الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلته سلطات الهجرة أيضًا.
وانتشر على نطاق واسع مقطع مصور رصد اعتقال أفراد ملثمين بزي مدني من سلطات الهجرة لأوزتورك في 25 مارس/آذار في أحد شوارع ضاحية سمرفيل في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالقرب من منزلها بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأمريكية تأشيرتها.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محاميتها مهسا خانباباي أنها “سعيدة ومبتهجة” لإطلاق سراح رميساء.
وتساءلت المحامية الأمريكية “متى أصبح التشهير بالظلم جريمة؟ متى أصبح التشهير بالإبادة الجماعية سببًا للسجن؟”، في إشارة إلى المقال الذي كتبته رميساء عن قطاع غزة.

اعتقالها بسبب مقال رأي
وكان المسوغ الوحيد الذي قدمته السلطات لإلغاء تأشيرتها هو مقال رأي شاركت في كتابته في صحيفة تافتس الطلابية، ينتقد الجامعة في تقاعسها عن الالتفات إلى دعوات الطلبة لسحب الاستثمارات من الشركات ذات الصلة بإسرائيل، ويدعوها إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للفلسطينيين.
ودفع محامو أوزتورك في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية بأن اعتقالها واحتجازها أريد به، بالمخالفة للقانون، معاقبتها على ممارسة حقها في حرية التعبير الذي يكفله التعديل الأول للدستور الأمريكي، وتخويف الآخرين من ممارسة هذا الحق.
ونُقلت رميساء إلى مركز احتجاز في باسيلي بولاية لويزيانا، على الرغم من أن محاميها رفع دعوى قضائية في ولاية ماساتشوستس في اليوم الذي اعتُقلت فيه، ومنع القاضي هناك نقلها خارج الولاية دون إشعار سابق مدته 48 ساعة.
وبحلول الوقت الذي صدر فيه هذا الأمر، كانت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية قد نقلت أوزتورك (30 عامًا) بالفعل إلى فيرمونت، واحتجزتها هناك لفترة وجيزة قبل نقلها جوًّا إلى لويزيانا.
وبدلًا من رفض قضيتها كما أرادت الإدارة، أحال قاض من ولاية ماساتشوستس القضية إلى فيرمونت، قائلًا إنه يمكن النظر فيها بشكل ملائم هناك.
ثم أمر سيشنز، الذي عيَّنه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، بنقل أوزتورك إلى فيرمونت حتى تكون متاحة أثناء نظره في أمر الإفراج عنها وفي “المخاوف الدستورية الكبيرة” التي أثارتها.
مضاعفات صحية
وأمرت محكمة استئناف فيدرالية، يوم الأربعاء، بنقلها إلى فيرمونت بحلول 14 مايو/أيار، لكن سيشنز اختار المضي قدمًا في جلسة استماع للإفراج عنها بكفالة كانت مقررة سلفًا لتُعقد اليوم الجمعة، والسماح لأوزتورك بالمثول عبر اتصال مصور بعد أن قال محاموها إنها تعاني نوبات ربو تتفاقم أثناء احتجازها.
وعانت رميساء إحدى نوبات الربو هذه في منتصف جلسة اليوم الجمعة.
وقالت للقاضي إنها عانت أكثر من 10 نوبات ربو أثناء احتجازها، أكثر من أي وقت في العامين الماضيين، وألقت باللوم في ذلك على الظروف “الصعبة” لحبسها في مكان مكتظ وسيئ التهوية.