شاهد: المكسيك تنتخب قضاتها لأول مرة

شهدت المكسيك أمس الأحد، إجراء أول انتخابات قضائية في تاريخ البلاد، لاختيار جميع القضاة الفدراليين في البلاد، بما في ذلك الأعضاء التسعة في المحكمة العليا.

ويُنظر إلى هذه الانتخابات بوصفها حجر الزاوية في مشروع الإصلاح الدستوري الذي أطلقه اليسار الحاكم، بهدف “مكافحة الفساد والامتيازات” داخل الجهاز القضائي.

وفي المقابل، عبّر معارضو هذا الإصلاح عن قلقهم من أن يؤدي إلى سيطرة السلطة التنفيذية ذات الشعبية الكبيرة على القضاء، مما يهدد استقلاليته. ودعوا إلى “مسيرة وطنية” للتنديد بما وصفوه بـ”محاولة الهيمنة على النظام القضائي”.

رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم
رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم (وكالة الأناضول)

“يوم تاريخي”

ووصفت الرئيسة اليسارية كلاوديا شينباوم، الانتخابات بأنها “يوم تاريخي”، ودعت في خطاب أخير عشية الاقتراع إلى المشاركة الواسعة.

وتحظى شينباوم، التي فازت بنحو 60% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بشعبية مرتفعة بلغت 75%، متجاوزة نسبة تأييد سلفها ومرشدها السياسي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.

وتشمل الانتخابات اختيار 881 منصبا فدراليا، بينهم قضاة في المحكمة العليا، إضافة إلى نحو 1700 قاضٍ في 19 ولاية من أصل 32، على أن تُستكمل الانتخابات في باقي الولايات عام 2027.

وقالت رئيسة المعهد الوطني للانتخابات، غوادالوبي تادي: “اليوم، لن ننتخب أشخاصا فحسب، بل سننتخب العدالة التي نريدها لبلدنا”.

وتهدف عملية الإصلاح إلى التصدي لظاهرة الإفلات من العقاب، خاصة في ظل تسجيل المكسيك لنحو 30 ألف جريمة قتل سنويا، يظل معظمها دون محاسبة.

الانتخابات شهدت نسبة إقبال متدنية
الانتخابات شهدت نسبة إقبال متدنية (الفرنسية)

مرشحون مثيرون للجدل

وأثارت تقارير إعلامية ومنظمات حقوقية، مخاوف من بعض المرشحين في الانتخابات، حيث قالت منظمة “ديفنسوركس” إن حوالي 20 مرشحا لهم علاقات حالية أو سابقة بعصابات إجرامية. ومن بين هؤلاء سيلفيا ديلغادو، التي كانت محامية لزعيم عصابة سينالوا الشهير “تشابو” غوسمان، وليوبولدو تشافيز، الذي سُجن في الولايات المتحدة مدة 6 سنوات بسبب تهريب المخدرات.

وتأتي هذه الانتخابات في ظل بيئة أمنية متوترة، إذ تنشط في المكسيك 6 من أصل 8 عصابات إجرامية مصنفة منظمات إرهابية من قبل واشنطن، مما يضيف بُعدا خطيرا لتحديات القضاء وحماية سيادته.

ورغم أهمية الحدث، فإن الانتخابات شهدت نسبة إقبال متدنية، مما أثار تساؤلات حول شرعيتها ومشروعية مخرجاتها.

وقال خبراء إن ضعف المشاركة يعود إلى كون الانتخابات القضائية تُجرى لأول مرة في البلاد، إضافة إلى عدم وضوح النظام الجديد لدى شريحة واسعة من المواطنين، مما تسبب في ارتباك لدى الناخبين وأدى إلى عزوف عدد كبير منهم عن التصويت.

المصدر: وكالات

إعلان