“ما هو تكيّس المبايض؟”: أسباب الحالة وأعراضها وتأثيرها في الصحة العامة

لا يزال “تكيّس المبايض” حالة هرمونية معقدة تعاني من نقص في الفهم والأبحاث، ويرجع جزء من هذا الالتباس إلى اسم هذا المرض الذي يركز بشكل مبالغ فيه على “الأكياس” والمبايض، في حين يمكن الإصابة به دون وجود أكياس، كما أن تأثيراته تتعدى المبايض لتشمل الجلد، والتمثيل الغذائي، وحتى الصحة النفسية.
ما هو تكيّس المبايض؟
هو حالة مزمنة ناتجة عن خلل في توازن عدة هرمونات تؤدي دور الرسائل الكيميائية في الجسم.
وتسهم العوامل الوراثية والبيئية، إضافة إلى نمط الحياة مثل تناول الأطعمة المصنعة وقلة النشاط البدني، في ظهور المشكلة وتفاقمها.
وهذه التكيسات عبارة عن بويضات غير مكتملة النمو، تبقى خاملة بسبب الخلل الهرموني، مما يقلل من فرص التبويض.
كيف يتم التشخيص؟
لتشخيص تكيس المبايض لدى البالغات، يجب توفر اثنين من ثلاثة معايير:
1- عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة ضعف أو انعدام التبويض.
2- ارتفاع مستويات الأندروجينات (هرمونات ذكرية) مثل التستوستيرون، ويظهر عبر الفحوص أو الأعراض كالزيادة في شعر الوجه والجسم وحب الشباب وتساقط الشعر.
3- اكتشاف وجود عدد كبير من البويضات غير النشطة، بواسطة الموجات فوق الصوتية أو تحاليل الدم الخاصة بالمبايض.
أما بالنسبة للمراهقات فيكتفي بالمعيارين الأولين فقط، إذ لا يُنصح بإجراء فحوص المبيض قبل سن الـ20 بسبب التغيرات الطبيعية في مرحلة المراهقة.

مشكلة التأخر في التشخيص
وتعاني الكثير من النساء من تأخر التشخيص، إذ قد يستغرق الأمر زيارة أكثر من طبيب وانتظار سنوات. وغالبًا ما تتركز الرعاية على الجوانب الإنجابية فقط، مما يؤدي إلى تجاهل الأعراض الأخرى.
ومن المشكلات الشائعة، عدم إبلاغ النساء بتشخيصهن، والتقليل من أهمية المشكلة حتى يرغبن في الحمل، وتقديم معلومات ناقصة أو محدودة بحسب تخصص الطبيب.
هذا التشظي يسبب مفارقة حيث تُنذَر بعض النساء بالعقم بينما قد تحدث الإباضة أحيانًا دون علمهن، في حين تواجه أخريات مشاكل غير متوقعة في الحمل يمكن الوقاية منها بالعناية المبكرة الشاملة.
علاج تكيّس المبايض
ويتوقف العلاج على عوامل عدة منها: العمر، وشدة الأعراض، والصحة العامة، وكذلك رغبة المرأة في الحمل.
فبالنسبة للنساء الراغبات في الحمل، يتم العلاج عبر الآتي:
- تعديل النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني للمساعدة في إنقاص الوزن وتحسين حساسية الأنسولين.
- استخدام أدوية تحفز الإباضة، مع مراعاة المخاطر المحتملة مثل الولادة المتعددة وفرط تحفيز المبيض.
وأما للنساء غير الراغبات في الحمل، فينصح بالآتي:
- حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة وخفض الأندروجينات وتقليل حب الشباب.
- تعديل النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني كما في العلاج السابق.
- قد يشمل العلاج أيضًا أدوية لمعالجة الأعراض الأخرى مثل زيادة نمو الشعر وحب الشباب.