تهديدات بالقتل ومطالبة بسحب الجنسية من ممداني بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية بنيويورك

وجّه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) رسالة إلى المدعية العامة الأمريكية بام بوندي يحث فيها وزارة العدل على رفض الطلب العنصري الذي قدمه النائب الجمهوري آندي أوجلز بأن تقوم الحكومة الفيدرالية بإجراءات نزع الجنسية عن عضو الجمعية التشريعية لنيويورك زهران ممداني.

وفي رسالته الجمعة، أكد المجلس أن “استهداف مواطن أمريكي بسحب جنسيته على أساس معتقداته السياسية أو إيمانه الديني أو خلفيته العرقية من شأنه أن ينتهك التعديلين الأول والخامس من دستور الولايات المتحدة“.

وكان أوجلز قد كتب منشورا على منصة “إكس” سخر فيه من ممداني، ومن الديانة الإسلامية، وطالب بنزع الجنسية الأمريكية عنه بسبب مواقفه السياسية، وترحيله.

تصاعد خطاب الإسلاموفوبيا

يأتي موقف أوجلز من ممداني في إطار موجة أوسع نطاقا من المنشورات والتعليقات المعادية للمسلمين، التي زادت وتيرتها بشكل واضح بعد فوز ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، وفق منظمة “كير”.

وشملت المنشورات تهديدات بالقتل وتعليقات تشبه ترشيحه لمنصب عمدة نيويورك بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت “كير أكشن”، وهي الذراع المدافعة عن الحقوق في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، عن تسجيل ما لا يقل عن 127 بلاغا عن منشورات تنطوي على كراهية وعنف تتعلق بممداني أو حملته في اليوم التالي لإغلاق صناديق الاقتراع.

وذكر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في بيان أن هذا يمثل زيادة خمسة أمثال عن المعدل اليومي لمثل هذه البلاغات التي رصدت في وقت سابق من هذا الشهر.

وبشكل عام، رصدت المنظمة نحو 6200 منشور على الإنترنت تتضمن شكلا من أشكال الإساءة أو العداء للإسلام في اليوم نفسه.

وأضافت أن نحو 62% من المنشورات المعادية للمسلمين ضد ممداني صدرت من منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي.

وقال باسم القرا المدير التنفيذي لكير أكشن: “ندعو المسؤولين الحكوميين من الحزبين، بما في ذلك أولئك الذين يروج حلفاؤهم لهذه الممارسات المشوهة، إلى التنديد بالرهاب من الإسلام بشكل قاطع”.

وأعلن ممداني فوزه بالانتخابات التمهيدية، الثلاثاء الماضي، بعد أن أقر حاكم نيويورك السابق آندرو كومو بالهزيمة.

وممداني، الذي يبلغ من العمر 33 عاما، يصف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي.

وُلد ممداني في أوغندا لأبوين هنديين، وإذا فاز في الانتخابات العامة المقررة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فسوف يكون أول عمدة أمريكي مسلم من أصول هندية لنيويورك.

ترامب وابنه يهاجمان ممداني

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن هجوما عنيفا على ممداني على منصة “تروث سوشيال”، ووصفه بأنه “شيوعي مختل”.

وانتقد ترامب الدعم الذي حصل عليه ممداني من النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وغيرها من الديمقراطيين، واصفا جميع داعميه بأنه “أغبياء”.

وتابع دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس، الهجوم على ممداني عبر منصة “إكس”، الأربعاء، بقوله: “مدينة نيويورك قد سقطت”، بينما شارك منشورا جاء فيه أن سكان نيويورك “صوتوا لصالح” أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

ونشرت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، الأربعاء، صورة صممها الذكاء الاصطناعي لتمثال الحرية وهو يرتدي النقاب.

تهديدات للسياسيين المسلمين والآسيويين

في السياق ذاته ذكرت إدارة شرطة مدينة نيويورك هذا الشهر أن وحدة جرائم الكراهية التابعة لها تحقق في تهديدات معادية للمسلمين تلقاها ممداني.

وقالت مانجوشا كولكارني، الشريكة في تأسيس منظمة “أوقفوا كراهية الأمريكيين من أصل أسيوي وسكان جرز المحيط الهادي” التي توثق الكراهية ضد الأمريكيين الأسيويين، ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إن الحملات ضد ممداني تشبه تلك التي تعرض لها ساسة مسلمون، أو سياسيون من جنوب آسيا، ومنهم نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس والنائبتان إلهان عمر ورشيدة طليب.

ووصف جمهوريون ممداني بأنه “معاد للسامية” مشيرين إلى مناصرته للقضية الفلسطينية وانتقاده للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

غير أن ممداني يرفض اتهامه بمعاداة السامية، ويحظى بدعم من السيناتور تشيك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، وهو من أبرز السياسيين اليهود في الولايات المتحدة، وبراد لاندر المراقب المالي لمدينة نيويورك، وهو أيضا يهودي.

قال ممداني وجماعات مؤيدة للفلسطينيين، وبعضها يهودي، إن هناك خلطا خاطئا بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.