مشهد يلخص المأساة.. أطفال في غزة يقتاتون من فتات الأرض لسد جوعهم (فيديو)

على جانب الطريق الرئيسي عند مدخل مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مشهد يختصر ملامح الكارثة الإنسانية التي تعيشها آلاف العائلات الفلسطينية. عشرات الأطفال بأقدام حافية وأجساد نحيلة يركضون ويتزاحمون لجمع ما وقع من شاحنات المساعدات من حبات العدس والدقيق المتناثر على الأرض.

لم يكن المشهد عابرا. كان الألم يطغى على وجوه الصغار وهم يتسابقون على جمع ما تبقى من حمولة الشاحنات التي كانت تنقل مساعدات غذائية في طريقها إلى مراكز التوزيع، قبل أن تنزلق أكياس العدس من خلفية إحدى الشاحنات، وتتبعثر محتوياتها وسط الغبار.

من بين الحصى والتراب

في زاوية الطريق، وقفت فلسطينية تحمل في يديها حفنة من العدس، تجمعها بعناية من بين الحصى والتراب. تسرد قصتها بصوت متقطع، لكنها مليئة بالمسؤولية والهموم التي تفوق عمرها “أنا جبت العدس هذا من الأرض. كله ساخي. ما نقدر نرميه. نغسله. ننظفه ونطبخه. إحنا متجوعين. زوجي ما بعرف مكانه. عندي 4 أطفال”.

تتحدث طفلة أخرى وهي تحاول تبرير ما تقوم به، فالجوع كسر كرامة الطفولة، وجعلها تخوض معركة يومية من أجل لقمة تسد بها رمق إخوتها الصغار. تقول بابتسامة حزينة “ليش بعمل هيك؟ علشان أطعم إخواتي. والله أنا يتيمة. بس لازم آكل وأطعمهم. ما عنا غير الله”.

المشهد يمتد إلى عشرات الأمتار. أطفال من مختلف الأعمار، بعضهم بالكاد يستطيع المشي، يلتقطون الحبات الواحدة تلو الأخرى، في صمت يشوبه التعب وملامح الجوع.

ما يجري عند مدخل المغازي ليس مشهدا استثنائيا، بل صار متكررا مع تصاعد أزمة الغذاء في قطاع غزة نتيجة الحصار والدمار الناجم عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ شهور.

سكان المحافظة الوسطى أصبحوا يعتمدون على أي فتات يصل من المساعدات، حتى لو كان ملقى على الطرق وتغمره الأتربة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان