“ما تعيطش كلنا مشاريع شهداء”.. أبو هارون يودّع ابنه الثاني (فيديو)

وسط جموع المشيعين، وقلوب غارقة في الحزن، وقف باهي الداهوك، المعروف بين أبناء غزة بـ”أبو هارون”، وهو يودّع فلذة كبده الثاني، مدين، الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في أحد شوارع شرق غزة.

كان المشهد مؤثرا، والمكان يضج بالدموع، لكن صوت “أبو هارون” ظل شامخا وسط الانكسار، مرددا عبارته التي صارت رمزا للصبر بين الفلسطينيين “ما تعيطش. كلنا مشاريع شهداء”.

مقولته الشهيرة التي كان قد أطلقها قبل شهور قليلة، وهو يودّع ابنه الأول، ها هو يرددها من جديد، لكن هذه المرة وهو يلقي نظرة الوداع الأخيرة على ابنه الثاني.

“نحتسبهم عند الله”

وقف أبو هارون أمام جثمان ابنه، رافعا يديه إلى السماء، وصوته يختنق بين الدعاء والدموع، مرددا أمام الحشود “نحن في رباط، وهذه أرض الشهداء. هذه أرض الجهاد. نحتسبهم عند الله. ولا نزكي على الله أحدا. الشهادة أعظم منزلة بعد الأنبياء والصديقين”.

وأضاف “لولا الله ما صبرنا. نعم، والله لولا الله ما صبرنا. نحن راضون. هذه طريقنا وهذه أرضنا. وكل من يموت هنا فهو شهيد بإذن الله”.

اللهم صبّرنا

وبينما كان يبكي أمام جسد ابنه، صدحت كلمات الدعاء من فمه، كأنها درس آخر في الصبر يقدمه لأهالي غزة وللعالم “اللهم اغفر له. اللهم ارحمه. اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم صبّرنا على فقدان فلذات أكبادنا. لا تضيّع أجورنا يا الله. نحتسب الأجر عندك يا الله”.

أرضنا رباط وهذه طريقنا

مشاهد التشييع تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ووصفوها بأنها “شعلة جديدة في درب الصبر والثبات”.

وختم أبو هارون حديثه من جوار القبر بكلمات خاشعة “أنا صابر ومحتسب. واكتب لي يا رب أجر الصابرين. إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان