مستشار خامنئي يكشف تفاصيل مكالمة غامضة منحته مهلة 12 ساعة للهروب

علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية (وكالة مهر)
علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية (وكالة مهر)

كشف علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، عن تفاصيل بشأن حرب الأيام الـ12 التي اندلعت مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، متهمًا الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتواطؤ المباشر في التخطيط للهجوم الإسرائيلي على إيران، وبتضليل الرأي العام العالمي والشعب الأمريكي عبر تصريحات وصفها بأنها “خادعة”.

وفي مقابلة مع وكالة “مهر” الإيرانية، أكد لاريجاني أن ترامب كان على علم مسبق بالحرب الإسرائيلية وشارك في التخطيط لها، رغم محاولاته التظاهر بعكس ذلك أمام الإعلام.

وقال “قبل يوم واحد فقط من الهجوم، أعلن ترامب أن المفاوضات مع إيران مستمرة، لكنه بعد الهجوم مباشرة خرج ليعلن أن المهلة التي منحها لإيران قد انتهت، مما كشف زيف تصريحاته”.

تهديد بالاغتيال

وفيما يتعلق بمحاولات الترهيب والضغوط التي تعرض لها كبار المسؤولين الإيرانيين خلال تلك الفترة، كشف لاريجاني أنه تلقى تهديدًا صريحًا بالاغتيال من جهات مرتبطة بإسرائيل. وقال “تلقيت اتصالا هاتفيا قيل لي فيه إن أمامي 12 ساعة لمغادرة إيران وإلا فإن حياتي ستكون في خطر. وأبلغوني بأنني سألحق بصديقيّ الشهيدين باقري وسلامي”، في إشارة إلى قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد الجيش محمد باقري، اللذين قُتلا في الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلي. وأضاف “كنت أعلم تمامًا من الجهة التي اتصلت بي، وقد رددت عليهم بما يليق بنتنياهو”.

وأوضح لاريجاني أن إسرائيل كانت قد خططت لاغتيال كبار قادة البلاد خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي شخصيًّا، إلا أن جميع تلك الخطط باءت بالفشل.

خلال جنازات العلماء والقادة الايرانييين
تشييع جنائز العلماء والقادة الإيرانيين (الأوروبية)

انهيار الجبهة الداخلية

وعن التقديرات الخاطئة لدى واشنطن وتل أبيب، أشار مستشار المرشد إلى أن الطرفين راهنا على انهيار الجبهة الداخلية الإيرانية خلال أيام معدودة، قائلا “كانوا يعتقدون أن الشعب الإيراني سينأى بنفسه عن الحكومة تحت الضغط العسكري، لكن الشعب أثبت خطأ حساباتهم”.

وأكد لاريجاني الدور العسكري الذي أدته القوة الصاروخية الإيرانية في قلب موازين الحرب، ووصفه بأنه حاسم، مؤكدًا أن اليوم السادس من الحرب شهد تحولات كبرى في مسار المواجهة. وأضاف “في بداية الحرب كانت قدراتنا العسكرية أقل من قدرات إسرائيل، لكن قواتنا المسلحة تمكنت من تغيير المعادلات”.

وفيما يتعلق بالرد الإيراني المباشر، كشف لاريجاني أن ستة صواريخ تحمل رؤوسًا حربية بوزن 400 كيلوغرام أصابت قاعدة “العديد” في قطر خلال الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن واشنطن وطهران تعرفان جيدًا حجم الخسائر التي لحقت بالجانب الأمريكي.

تواطؤ سياسي

وفي انتقاد واضح للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيسها رافائيل غروسي، حمل لاريجاني الوكالة مسؤولية ضمنية في تمهيد الطريق للهجوم عبر ما وصفه بـ”التواطؤ السياسي”، قائلا “غروسي أصبح من بين الخاسرين في هذه الحرب وكان له دور في تمهيد الطريق للعدوان”.

كما اتهم لاريجاني ثلاث دول أوروبية بدعم إسرائيل خلال الحرب، معتبرًا أن الصين وروسيا أدركتا أخيرًا “حدود القوة الأمريكية الحقيقية” في المنطقة.

وفي ختام تصريحاته، دعا لاريجاني إلى “إعادة النظر الجادة” في مسار المفاوضات النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن ما جرى من أحداث أثبت ضرورة مراجعة السياسات الإيرانية اتجاه الأطراف الدولية.

المصدر: وكالة مهر

إعلان