استشهد 20 فردا من عائلته.. البرش: “الناجي الوحيد” و”هل بقي أحد حيا؟” مصطلحان جديدان في قاموس غزة (فيديو)

أكد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة بحق عائلته، أسفرت عن استشهاد 20 فردا بينهم 6 أطفال، وذلك في قصف مباشر وعنيف لمنزل لعائلة شقيقته في منطقة جباليا شمالي القطاع.

وأوضح البرش للجزيرة مباشر أن القصف استهدف منزلا مدمرا جزئيا كانت العائلة قد عادت للسكن فيه بعد تدمير طابقين منه في قصف سابق قبل الهدنة، حين استشهد حفيد شقيقته وأصيب ابنها المستشار مروان البرش.

وأضاف “استشهد من العائلة إبراهيم ومعاذ وزوجتاهما وأطفالهما، إضافة إلى عدد كبير من أقاربهم من آل حمدية. كانت أختي قبل قليل تودع أبناءها أمام عدسات الكاميرا”.

وذكر البرش أن المجزرة امتدت لتشمل عائلات أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن الاحتلال يوسّع من نطاق استهدافه للمنازل الكبيرة التي تضم عشرات العائلات.

وأشار إلى قصف أكثر من 70 منزلا خلال الأيام الأخيرة فقط في جباليا ومدينة غزة، مما أدى إلى موجات نزوح هائلة نحو المدينة، حيث أصبحت الشوارع مكتظة بالخيام والعائلات المشردة، وسط انعدام أي شكل من أشكال الإغاثة الحقيقية.

وكشف البرش عن أرقام صادمة سجلتها وزارة الصحة، إذ وُثقت 13500 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، وأبيدت 2483 عائلة بالكامل من السجل المدني، في حين تبقى 5620 ناجيا بمفردهم من بين عائلاتهم، مشيرا إلى مصطلحات جديدة دخلت قاموس غزة مثل “الناجي الوحيد” و”هل بقي أحد حيا؟”.

وشدَّد البرش على أن الاحتلال يستخدم سياسة “هندسة الفوضى” من خلال تجويع الفلسطينيين وتجفيف مصادر الدواء والماء، وخلق أزمات إنسانية خانقة بهدف السيطرة على السكان، وقال “المساعدات التي يتحدث عنها الاحتلال هي مصائد موت، تدخل لإيهام العالم بالإغاثة بينما تُستخدم كأدوات قتل واعتقال”.

ولفت إلى أن الاحتلال دمر معظم المنشآت الصحية، بما فيها مركز غسيل الكلى الوحيد في شمال القطاع، والمستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة، وقال “نحو 825 صيدلية، و128 مستودع أدوية، و3 مصانع دواء، و720 صنفا دوائيا كانت تُصنع في غزة، تم تدميرها جميعا”.

ورغم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، فقد أعرب البرش عن ثقته بصمود الشعب الفلسطيني، قائلا “نحن نعرف كيف نبني، وهم لا يجيدون إلا الهدم. بإذن الله سنعيد بناء كل ما دمره الاحتلال، وسيفشل كما فشل في السابق”.

وختم البرش حديثه برسالة إلى الضمير العربي والعالمي “أين هي إنسانيتكم؟ أين المجتمع الدولي؟ هناك ثلاثة آلاف شاحنة مساعدات طبية محتجزة في العريش. لماذا لا تدخل لإنقاذ المرضى؟”.