أقباط في أم درمان يروون مشاهد من انتهاكات “الدعم السريع” خلال سيطرتها على المدينة (فيديو)

روى عدد من السودانيين الأقباط في مدينة أم درمان تفاصيل مأساوية للانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، قال المواطن هاني فايز “عانينا معاناة شديدة جدا في أيام سيطرة الدعم السريع، ولا توجد كلمات يمكن أن تصف حجم الألم الذي عشناه، ومن أهمها انعدام الأمن والأمان، وصعوبة توفير المياه والكهرباء”.

وأوضح فايز أن إطلاق النار من قِبل قوات الدعم السريع لم يتوقف فوق رؤوسهم، وأن الأطفال كانوا يعيشون حالات من الهلع والرعب، وكانوا يضطرون إلى الاختباء تحت الأسرّة، مضيفا “خلال فترة سيطرتهم، حُرمنا من الصلاة في الكنيسة، ولم نتمكن من دفن موتانا أو حتى توديعهم”.

وعبَّر فايز عن سعادته بنجاح الجيش في استعادة السيطرة على المدينة وطرد قوات الدعم السريع، وأضاف “الوضع تغيَّر كثيرا الآن، والحمد لله تمكنّا من العودة إلى منازلنا، رغم الدمار، إلا أنني سعيد لأن بيتي ما زال قائما، وسنعمل على إعادة إعمار كل ما دُمر في السودان، وهذا بفضل حبنا للوطن وإخلاصنا له، وأتمنى أن يعم الأمن والاستقرار جميع أنحاء السودان“.

“عشنا أياما صعبة”

بدورها، قالت جانيت نعيم “رغم أن عناصر من الدعم السريع دخلوا إلى منزلنا واحتجزونا، فقد صمدنا خلال الحرب، ولم نغادر أم درمان، لكننا عشنا أياما صعبة جدا بسببهم”.

وأضافت أنها أصيبت برصاص قناص أثناء خروجها للبحث عن مياه للشرب، كما فقدت والدتها وشقيقتها خلال فترة الحصار، ولم تتمكن من دفنهما في المقابر. وقالت للجزيرة مباشر “أمي وأختي توفيتا ونحن في المنزل، ولم نستطع دفنهما في المقبرة، ودفنتهما قرب باب البيت”.

وعبَّرت جانيت عن فرحتها بعودة الجيش إلى المدينة، قائلة “دخول الجيش إلى أم درمان غيَّر كل شيء للأفضل، فرحنا كثيرا، رغم الخسائر الكبيرة التي خسرناها، لكن كل شيء يهون من أجل وطننا”.

“لم أجد مكانا لدفن أمي”

من جهتها، قالت وفاء هنري للجزيرة مباشر “خلال فترة سيطرة الدعم السريع، عانينا بشدة، وتوفيت والدتي بسبب الظروف الصعبة، ولم نجد مكانا لدفنها، واضطررنا لدفنها في المنزل”.

وأشارت إلى أنهم واجهوا صعوبة كبيرة في تأمين مياه الشرب، حيث كانت قوات الدعم السريع تمنعهم من الخروج للبحث عنها.

ويشهد السودان، منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت آلاف القتلى والجرحى، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان