طبيبة طوارئ أمريكية تكشف تفاصيل مروعة عن 5 حالات في غزة (فيديو)

كشفت طبيبة الطوارئ الأمريكية ميمي سيد، عن تفاصيل خمس من أكثر الحالات قسوة وتأثيرًا عاشتها خلال مهمتها التطوعية الأخيرة في قطاع غزة، وسط الدمار الهائل ونقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية بسبب الحرب الإسرائيلية والحصار المتواصل.
وزارت الطبيبة، التي تعمل في أحد مستشفيات الطوارئ في الولايات المتحدة، قطاع غزة مرتين خلال الحرب، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على النوم منذ تلك الزيارات بسبب ما شهدته من معاناة إنسانية “تفوق التصور” على حد وصفها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالحرس الثوري يكشف تفاصيل استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز الطاقة بإسرائيل (فيديو)
القسام: دمرنا ناقلتي جند للاحتلال وقصفنا “نيريم”
عشرات الشهداء في غزة.. وإسرائيل تواصل استهداف طوابير الجوعى (فيديو)
وفي حديثها مع الجزيرة مباشر، قالت: “رأيت أطفالاً تُشق وجوههم، ونساء يحتضرن وسط أطفالهن، لا يمكن لأي إنسان أن يخرج من غزة دون أن يحمل ندبة أخلاقية دائمة”.
“وجه مشوه إلى الأبد”
ومن بين أشد الحالات إيلامًا، تحدثت الطبيبة عن الطفل سامي (8 سنوات) الذي وصل إلى المستشفى مصابًا بشظايا حادة في وجهه. وقالت: “كان الدم يتجمع في حلقه وكاد يختنق.. وضعته على الأرض لإسعافه، ثم دخلت أمه وألقت بنفسها بجانبه تتوسل لإنقاذه”.
ورغم نقله للتصوير المقطعي وخضوعه لجراحة عاجلة، ظل سامي يعاني من آلام شديدة، ولم يعد قادرًا على فتح فمه بسبب الندوب، مضيفة: “هذا الطفل سيظل مشوها للأبد، وذكراه لا تفارقني”.
ميرا.. نجت من رصاصة في الرأس
وروت الطبيبة قصة أخرى لا تقل قسوة، وهي قصة الطفلة ميرا (4 سنوات) التي أصيبت برصاصة استقرت في دماغها، وقالت عن حالتها “كان يُفترض أن تُترك لتموت، إذ بدت فرص نجاتها معدومة، لكنني لاحظت أنها تتحرك”.
وباستخدام أدوات مهربة استطاعت الطبيبة ميمي إدخالها عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، ثبتت مجرى الهواء وأنقذت ميرا التي خضعت لاحقًا لجراحة، لكنها ما زالت تعاني حتى اليوم من ضعف دائم في جانبها الأيسر.
وقالت طبيبة الطوارئ الأمريكية ميمي سيد “كانت ميرا مثل كل طفلة أخرى… لكن الحرب لم تترك لها جسدًا سليمًا أو عائلة سليمة”.
شعبان.. موت بطيء
وروت الطبيبة مأساة الطفل شعبان الذي يبلغ من العمر عامين، وأصيب بالتهاب الكبد من النوع “أ” نتيجة شربه مياهًا ملوثة، موضحة أنه كان بحاجة إلى زراعة كبد عاجلة، لكن سلطات الاحتلال رفضت منحه الإذن اللازم للخروج من القطاع لإجراء الجراحة.
وقالت “جسده كان منتفخًا وعيناه يائستان. أمه عرضت عليّ الأوراق، ولم يكن بيدي شيء.. فقط نظرت إليه وهو يحدق بي.. كنت أعلم أنه سيموت”.
أم تموت أمام أطفالها
وفي قصة أخرى لا تقل وجعًا، روت الطبيبة ميمي حالة فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من نزيف داخلي بسبب ورم كان من الممكن علاجه حتى داخل قطاع غزة في الظروف العادية.
وقالت “كانت تموت بين يديّ وأطفالها الثلاثة يجلسون بجانبها.. أخرجت لهم بالونات من حقيبتي لألهيهم.. لكنها توفيت لاحقًا”.
وأشارت الطبيبة بتأثر كبير إلى أنها هي أيضا أم لثلاثة أطفال مثل فاطمة، ولا تستطيع تخيل ما مرت به في لحظاتها الأخيرة.
من موت محقق إلى “شكرًا دكتورة”
أما قصتها الخامسة فهي قصة الطفلة آلاء (8 سنوات)، التي أصيبت بشظية أدت إلى كسر في جمجمتها، وكان الفريق الطبي يعتقد أن حالتها ميؤوس منها، لكن الطبيبة أصرت على إعطائها فرصة للنجاة، وقالت “نظرت إلى والدها، وكان يائسًا.. ثبتُّ مجرى الهواء وبدأنا العمل”.
وبعد أسابيع من العلاج، تلقت الطبيبة ميمي فيديو من الطفلة تقول فيه: “شكرًا دكتورة، أنا بخير”، وتضيف الطبيبة وهي تبكي: “تلك الجملة وحدها جعلت كل ما مررنا به يستحق التعب”.
“ضرائبنا تقتل الأطفال”
وفي نهاية شهادتها، وجهت الطبيبة ميمي سيد نداءً إنسانيًّا وسياسيًّا، مؤكدة مسؤولية الحكومة الأمريكية عما يجري، وقالت: “كل ما رأيته في غزة يدفعني للشعور بالخزي.. الضرائب التي أدفعها كمواطنة أمريكية تذهب لتمويل الأسلحة التي تمزق أجساد هؤلاء الأطفال”.
وأضافت “الولايات المتحدة تستطيع وقف هذه الكارثة.. لكنها لا تريد، ما يحدث في غزة وصمة لن يمحوها الزمن من ضميرنا الأخلاقي”.