باحثة في علوم القرآن: من اهتز إيمانه لأجل غزة فليقرأ هذه الآيات من جديد (شاهد)
مفاتيح الثبات الحقيقي

تحدثت الدكتورة الباحثة القرآنية زينب طلحة عن أهمية ارتباط المسلم بالقرآن الكريم في حياته اليومية، وخاصة في أوقات الشدائد والابتلاءات، مستشهدة بما يحدث في غزة وما جاء بشأنه في كتاب الله عز وجل.
كما تطرّقت، خلال لقاء خاص مع الجزيرة مباشر، إلى فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، مشددة على مكانتها العظيمة في ميزان الأعمال.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالحرس الثوري يكشف تفاصيل استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز الطاقة بإسرائيل (فيديو)
القسام: دمرنا ناقلتي جند للاحتلال وقصفنا “نيريم”
عشرات الشهداء في غزة.. وإسرائيل تواصل استهداف طوابير الجوعى (فيديو)
“غزة” في القرآن الكريم
أشارت الباحثة إلى المجازر التي يتعرض لها أهل غزة، وقالت إن القرآن الكريم ذكر ما يحدث لهم بشكل مباشر، مستشهدة بقول الله تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (سورة البقرة: 154).
وشددت على أن الابتلاءات التي تعيشها غزة، من الخوف والجوع وفقد الأنفس، كلها مذكورة في قوله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155).
وأضافت موضحة “هذا ابتلاء، لكن الله عز وجل يعقّب عليه بالبشرى، بشر الصابرين، يعني في خضم الابتلاء تتسلل البشرى من بين الألم والحزن لتُطمئن القلوب المؤمنة”.
رسالة لمن يهتز إيمانه
ولمن يهتز إيمانه بسبب ما يراه من ظلم في غزة، أوضحت الدكتورة زينب أن سنّة الله ماضية في خلقه، حتى مع الأنبياء، فقالت “كثير من الأنبياء قُتلوا على يد بني إسرائيل، والنبي ﷺ نفسه حُوصر وظُلم، ولم يجد طعامًا هو وصحابته لثلاث سنوات”.
وأكدت أن ما يمر به أهل غزة “حصل من قبل، وسيستمر”، لكنها بشّرت بأن الفرج قادم، واستشهدت بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (سورة محمد: 7).

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
ولفتت الباحثة إلى المكانة الخاصة للعشر الأوائل من ذي الحجة، مؤكدة أن “هذه الأيام من أفضل الأيام في العام كله”، لأن الله عز وجل فضّل بعض الأزمنة على بعض، وأقسم بها في كتابه العزيز، وقالت إنه “قد وردت فيها أحاديث، وقد أقسم الله عز وجل بها في القرآن الكريم، وهو سبحانه وتعالى لا يُقسم إلا بعظيم”.
وأكدت أن العمل الصالح في هذه الأيام يتضاعف أجره بشكل لا يُضاهى، حتى إنه “أحب إلى الله من الجهاد”، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء”.
وفي هذا السياق، شددت على أن أفضل الذكر في هذه الأيام هو تلاوة القرآن الكريم، وقالت “من يُكثر قراءة القرآن في هذه الأيام فالأجر لا شك يتضاعف”، مشيرة إلى حديث الرسول ﷺ “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

نصائح لمن يقرأ القرآن
وفيما يخص من يقرأ القرآن الكريم، نصحت الدكتورة زينب، بالإخلاص في النية، موضحة أن الرياء قد يُذهب أجر القارئ، مؤكدة أهمية جعل القرآن جزءًا يوميًّا من حياة المسلم.
وقالت “أن يعيش الإنسان بالقرآن، أن يبدأ به نهاره، فيبارك الله له نهاره كله وليله، وأن يجد من يحببه بالقرآن”.
كما بيّنت أن من يتعثر في القراءة له أجران، كما ورد في الحديث الشريف، موضحة أن الذي “يتتعتع فيه وهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران، أجر بالقراءة، وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته”.
وأقرّت الباحثة بأن فترات الضعف والابتعاد عن القرآن قد تصيب حتى أهل الحلقات القرآنية، معتبرة أن ذلك من طبيعة النفس البشرية وتقلبات الإيمان.
وركّزت على أن العودة تكون من خلال الصحبة الصالحة، قائلة “من أهم ما يمكن أن يُرجع الإنسان إلى القرآن الكريم في الفترات التي يهتز بها، الصحبة الصالحة”، مستشهدة بقوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (الكهف: 28).
وختمت الباحثة زينب طلحة حديثها بالدعوة إلى الثبات والصبر والتعلق بالقرآن في كل وقت، وخصوصًا في هذه الأيام العظيمة من ذي الحجة، مؤكدة أن فيها من النفحات ما يغير القلوب ويزيد الإيمان، وأن ارتباط الإنسان بكلام الله هو أعظم ما يُعينه على الثبات في زمن المحن.