مهندس سابق في مايكروسوفت يكشف تفاصيل خدمات الشركة لجيش الاحتلال (فيديو)

كشف المهندس السابق في مايكرسوفت جو لوبيز عمّا وصفه بتورط الشركة في دعم البنية العسكرية الإسرائيلية، وهو ما دفعه إلى اتخاذ موقف احتجاجي علني خلال مؤتمر “مايكروسوفت بيلد 2025”.
وكان جو لوبيز قد قاطع الكلمة الافتتاحية للرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، في مؤتمر الشركة في مايو/أيار الماضي، حين اتهمها بالتورط في انتهاكات ضد الفلسطينيين، وهي الواقعة التي أثارت تفاعلا واسعا داخل الشركة وخارجها، وأدّت إلى إنهاء المسيرة المهنية للوبيز مع الشركة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالمهندسة الهندية المقالة من مايكروسوفت تكشف روابط الشركة مع الجيش الإسرائيلي (فيديو)
شركة “إنفيديا” العملاقة تتعرض لضربة قوية مع تصاعد الحرب التجارية بين ترامب والصين
“بلاي ستيشن 5 وإكس بوكس سيريز”.. رسوم ترامب الجمركية ترفع أسعار ألعاب الفيديو
وعن دوافعه لهذا التحرك قال لوبيز للجزيرة مباشر “حينها لم أعد قادرا على الاستمرار في الصمت بينما يحدث كل هذا”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة.
“انخراط تقني غير مسبوق”
وأوضح لوبيز أن خدمات “مايكروسوفت أزور” تُستخدم في تشغيل عمليات عالية الحساسية لصالح الجيش الإسرائيلي، واصفا ذلك بأنه “انخراط تقني غير مسبوق”.
واستشهد ببيانات داخلية وتقارير متخصصة تشير إلى أن استخدام هذه التقنيات ارتفع بنحو 200 ضعف منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف أن متوسط استهلاك الجيش الإسرائيلي الشهري لخدمات تخزين البيانات عبر موقع “مايكروسوفت أزور” ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب.
وأوضح أن “متوسط استهلاك الجيش الإسرائيلي الشهري من خدمات تخزين أزور خلال أول ستة أشهر من الحرب كان أعلى بنسبة 60٪ مقارنة بالأربعة أشهر التي سبقت الحرب”.
أنظمة ذكاء اصطناعي لصالح إسرائيل
وأشار لوبيز إلى تقارير وتحقيقات صحفية كشفت عن دور مايكروسوفت في دعم أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل “مشروع لافندر” و”غوسيل” و”ويرز دادي”، التي تُستخدم في تحديد أهداف بشرية بدقة بالغة.
وقال لوبيز إن قراره بالاحتجاج جاء بعد 4 سنوات من العمل داخل الشركة، وتحديدا في قسم الذكاء الاصطناعي، موضحا “خلال فترة عملي، أصبحت مدركا بشكل متزايد تورط مايكروسوفت مع وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي أو جيش الاحتلال”.

إيصال رسالة لكشف التواطؤ
وأشار لوبيز إلى أنه، بالتعاون مع ناشطين من حملة “لا أزور للفصل العنصري”، خطط لتدخله الاحتجاجي أثناء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، بهدف إيصال رسالة مفادها أن هناك موظفين داخل الشركة مستعدون للمخاطرة بمستقبلهم المهني من أجل كشف التواطؤ.
وأضاف “الصمت لم يعد خيارا، شعرت بواجبي باتخاذ موقف واضح مهما كان الثمن”.
وحول رد الشركة على احتجاجه، قال “تم إخراجنا من القاعة بواسطة الأمن، وأُجبرنا على دخول المصعد، حيث أمسك أحد رجال الأمن برأسي ودفعه بقوة إلى زاوية المصعد، كان ذلك استخداما مفرطا وغير مبرر للقوة، وتم تحذيرنا من العودة إلى المبنى تحت طائلة الاعتقال الفوري”.
وأضاف أنه، ومجموعة من الموظفين، بعثوا برسائل بريد إلكتروني جماعية إلى الشركة لتوثيق اعتراضاتهم، قائلا “بعد إرسال الرسائل، فرضت مايكروسوفت رقابة داخلية، ومنعت استخدام كلمات مثل فلسطين وغزة، في محاولة لقمع الأصوات المعارضة”.
ورغم هذه القيود، تمكّن الموظفون من إعادة إرسال رسائلهم عبر وسائل بديلة، وفي وقت لاحق، تلقى لوبيز إشعارا من قسم الموارد البشرية يُبلغه بفصله من العمل، بتهمة “السلوك غير اللائق” و”انتهاك سياسة بيئة العمل القائمة على الاحترام”.
وعلّق على ذلك بقوله “هذا مثير للسخرية، مايكروسوفت نفسها تنتهك مبادئ المسؤولية في استخدام الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان، فكيف يمكن وصف بيئة العمل بالمريحة بينما تُستخدم تقنياتها في إبادة جماعية؟”.
الدعم من داخل الشركة وخارجها
ورغم قرار فصله، أكد لوبيز أنه تلقى عشرات من رسائل الدعم من زملاء داخل الشركة وخارجها، أشادوا بشجاعته، رغم خوف كثيرين من التعبير العلني بسبب ما وصفه بـ”البيئة القمعية” في شركة مايكروسوفت.
من جانبها، أصدرت مايكروسوفت بيانا رسميا ردا على الانتقادات، أكدت فيه التزامها بمبادئ “الذكاء الاصطناعي المسؤول” و”احترام حقوق الإنسان”، مشيرة إلى أن خدماتها السحابية تُقدم للعملاء وفق القوانين المحلية والدولية، وأنها لا تملك السيطرة على كيفية استخدام هذه الخدمات من قبل العملاء.
في المقابل، ردّت حملة “لا أزور من أجل الفصل العنصري” على البيان واعتبرته “تضليليا”، مؤكدة أن دور مايكروسوفت لا يقتصر على توفير البنية التحتية، بل يشمل المساهمة الفعلية في تطوير أدوات قتالية تُستخدم في استهداف المدنيين في قطاع غزة.