“شهيد الشهامة”.. خالد شوقي سائق مصري ضحى بحياته وقاد سيارة وقود مشتعلة (فيديو)

هزت قصة السائق المصري خالد شوقي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، اليوم الأحد، إثر إصابته بحروق شديدة جراء تضحيته بحياته وقيادة شاحنة نفط مشتعلة لإنقاذ مدينة كاملة من كارثة محققة.
ووصفت وسائل إعلام مصرية السائق خالد محمد شوقي عبد العال بـ”شهيد الشهامة”، متأثرًا بإصاباته البليغة التي لحقت به في حادث الحريق الذي وقع قبل أيام بمحطة وقود في مدينة العاشر من رمضان شرقي القاهرة، بعدما سطّر بدمه ملحمة بطولية أنقذت أرواح العشرات ومنعت كارثة وشيكة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنقل لاعب فرنسي سابق إلى المستشفى بعد تعرُّضه للطعن
وفاة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي.. أصعب ما مرت به ونجاة من موت محقق
علي فرج يعلن اعتزال الإسكواش ويوجه رسالة للشعب الفلسطيني
وكانت مدينة العاشر من رمضان شهدت، في 1 يونيو/ حزيران الجاري، حريقًا مروعًا داخل محطة وقود بالمجاورة 70، بعد انفجار خزان شاحنة لنقل المواد البترولية نتيجة ارتفاع شديد في درجة الحرارة أثناء تفريغ الحمولة، ما أدى إلى اندلاع النيران بشكل مفاجئ، وتهديد مباشر للمواطنين والمنطقة السكنية المجاورة.
وفي لحظة مصيرية، اندفع السائق خالد شوقي إلى مقود الشاحنة المشتعلة، دون أن يأبه باللهب أو الخطر، وقادها بسرعة خارجة من المحطة، محاولًا إبعادها عن خزانات الوقود والمباني السكنية القريبة، في موقف استثنائي جسّد أسمى معاني التضحية والإيثار.
بطولة تُخلّد
وبفضل تصرفه السريع والبطولي، تمكن شوقي من إخراج الشاحنة إلى الشارع، ما حال دون امتداد النيران إلى خزانات الوقود داخل المحطة، وهو ما كان من شأنه التسبب بكارثة إنسانية ومادية واسعة النطاق.
رغم إصابته بحروق خطيرة، ظل السائق يقاوم حتى نُقل أولًا إلى مستشفى محلي، ثم جرى تحويله إلى مستشفى “أهل مصر للحروق” في محاولة لإنقاذه، إلا أن حالته تدهورت تدريجيًا، ليفارق الحياة صباح الأحد، وسط حالة من الحزن الواسع التي خيمت على المدينة.
تكريم رسمي وشعبي
من جهتها، نعت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية السائق البطل، مؤكدة في بيان رسمي أن خالد شوقي “قدّم روحه الطاهرة فداءً لسلامة زملائه والمواطنين، وضرب أروع أمثلة البطولة والتفاني”، مشيرة إلى أن شجاعته منعت كارثة محققة.
وقرر المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، إطلاق اسم “خالد محمد شوقي عبد العال” على أحد شوارع المدينة، تخليدًا لذكراه وتكريمًا لموقفه البطولي، مؤكدًا أن هذا القرار يعكس اعتزاز المدينة بأبنائها الأوفياء، الذين يخلّد إخلاصهم في ميادين الحياة لا يقل عن ميادين القتال.
منصات التواصل تمجّد شهيد الشهامة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات اندفاع السائق إلى السيارة المشتعلة، وقيادتها نحو خارج المحطة، وسط عبارات إشادة وعرفان، مؤكدين أن “خالد شوقي لم يمت، بل خُلّد في قلوب كل من يعرف معنى الشجاعة”.
تفاصيل الحادث
وفقًا لما أفادت به مديرية أمن الشرقية، فقد تلقت غرفة العمليات بلاغًا باندلاع حريق في شاحنة وقود أثناء تفريغها داخل المحطة، وعلى الفور تم الدفع بـ4 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق، و5 سيارات إسعاف لنقل المصابين، وعددهم 4 أشخاص، كان من ضمنهم السائق البطل.