دراسة تحذر: هذه العادة قد تفقدك ساعات نوم ثمينة دون أن تدرك

يحذر خبراء النوم من أن الاعتماد على "الغفوة" لا يساعد على الاستيقاظ بنشاط (فريبك)
يحذر خبراء النوم من أن الاعتماد على "الغفوة" لا يساعد على الاستيقاظ بنشاط (فريبك)

كشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف جلسات النوم اليومية تنتهي باستخدام زر “الغفوة” في الصباح، بمتوسط 11 دقيقة من التأجيل.

واستند الباحثون، في الدراسة التي نُشرت بمجلة (ساينتفيك ريبورتس) في مايو/أيار الماضي، إلى تحليل بيانات أكثر من 3 ملايين ليلة نوم لنحو 21 ألف مستخدم لتطبيق “Sleep Cycle”، مما أعطى صورة واسعة عن انتشار هذه العادة في مختلف المجتمعات.

ورغم شيوعها، يحذر خبراء النوم من أن الاعتماد على “الغفوة” لا يساعد على الاستيقاظ بنشاط، بل قد يؤدي إلى تدهور جودة النوم، خاصة في المراحل الأخيرة التي تعتبر الأهم من حيث الترميم الجسدي والذهني.

مرحلة حاسمة في النوم تتعرض للاضطراب

وتوضح الدكتورة ريبيكا روبينز، الباحثة المشاركة في الدراسة من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفارد، أن زر الغفوة يقطع مراحل النوم العميقة، وخاصة “مرحلة حركة العين السريعة” (REM)، والتي غالبًا ما تحدث في الساعات الأخيرة قبل الاستيقاظ.

ويمنع هذا التقطيع المتكرر الدماغ من الاستفادة الكاملة من النوم، ما يجعل الشخص عُرضة للاستيقاظ المتكرر بحالة من الخمول.

وأضافت أن الشخص يمر خلال فترة الغفوة بنوم سطحي لا يُعتبر مُرممًا، مما يجعل الجسم والعقل أكثر إرهاقا، وليس أكثر استعدادا لبداية يوم جديد.

إحصائيات صادمة

ومن بين أبرز ما رصدته الدراسة، أن 56% من المشاركين استخدموا زر الغفوة بشكل منتظم، حيث ضغط المستخدمون عليه في المتوسط 2.4 مرة يوميا، مما يعادل 10.8 دقائق إضافية من النوم المجزأ كل صباح. مما يعني أن الشخص قد يخسر نحو 6 ساعات من النوم الفعلي شهريا دون أن يشعر.

المثير للانتباه أن الأشخاص الذين ينامون لساعات طويلة (أكثر من 10 ساعات) كانوا أكثر ميلا لاستخدام الغفوة، بمعدل يصل إلى 5 مرات صباحا ولمدة 25 دقيقة، مقارنة بمن ينامون أقل من 6 ساعات.

لوحظ أن استخدام الغفوة كان أعلى خلال أيام العمل مقارنة بعطلات نهاية الأسبوع (فريبك)
لوحظ أن استخدام الغفوة كان أعلى خلال أيام العمل مقارنة بعطلات نهاية الأسبوع (فريبك)

اختلافات فردية بين الجنسين

وأظهرت النتائج أن النساء استخدمن الغفوة لفترات أطول من الرجال، ما يتماشى مع أبحاث سابقة تؤكد أن النساء يعانين أكثر من اضطرابات النوم.

كما لوحظ أن استخدام الغفوة كان أعلى خلال أيام العمل مقارنة بعطلات نهاية الأسبوع، وهو ما يعكس ضغوط الاستيقاظ القسري لدى كثير من الموظفين والطلبة.

ورغم أهمية هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن التطبيق المستخدم في الدراسة لم يستطع قياس بعض العوامل، مثل المدة التي يستغرقها الشخص في الدخول إلى النوم، أو عدد مرات الاستيقاظ أثناء الليل.

أسباب الإصرار على الغفوة

ويرى الخبراء أن السبب الرئيسي وراء الضغط المتكرر على زر الغفوة هو ظاهرة “جمود النوم”، وهي حالة من التخدير العقلي والجسدي تصيب الإنسان في الدقائق الأولى بعد الاستيقاظ، وتدفعه للعودة إلى النوم.

وتشير الدكتورة دانييلا ماركيتي، إلى أن الغفوة لا تعالج هذه الحالة، بل قد تزيدها سوءا، لأنها تخلق دورات نوم قصيرة وغير مكتملة.

كما تؤدي هذه اليقظات المتكررة إلى إفراز الجسم لهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين في كل مرة، ما يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يجعل الاستيقاظ عملية مجهدة أكثر من كونها منشطة.

استراتيجيات لتوديع “الغفوة” وتحسين النوم

ويوصي الخبراء بعدة خطوات للتخلص من الاعتماد على زر الغفوة. من أبرزها ضبط المنبه على وقت الاستيقاظ النهائي فقط دون ترك مجال للغفوة، ووضع المنبه بعيدًا عن متناول اليد لإجبار النفس على النهوض.

كما يُنصح بتحسين بيئة النوم، مثل تقليل التعرض للشاشات قبل النوم، وتثبيت أوقات النوم والاستيقاظ، والحفاظ على غرفة نوم مظلمة وهادئة.

وتؤكد الدكتورة آن ماري موريس، المتخصصة في طب النوم، أن تتبّع عادات النوم من خلال مذكرات يومية، يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن أسلوب حياة سيئ، أم عن اضطراب نوم يحتاج إلى تدخل طبي.

وفي حال استمرار صعوبة الاستيقاظ أو الشعور بالنعاس خلال النهار رغم الالتزام بنمط صحي، يُنصح بمراجعة طبيب مختص للكشف عن اضطرابات محتملة مثل فرط النوم أو توقف التنفس أثناء النوم.

المصدر: مواقع أجنبية

إعلان