غزة.. أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان صحفي، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 26 مجزرة دامية خلال الساعات الـ48 الماضية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين، في تصعيد وصفه البيان بأنه يندرج ضمن سياسة القتل العمد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وأوضح البيان أن المجازر تركزت على قصف مراكز الإيواء والنزوح المزدحمة بعشرات الآلاف من المدنيين، واستهداف الاستراحات العامة مثل استراحة “الباقة”، إضافة إلى قصف منازل العائلات والأسواق الشعبية والمرافق الحيوية، وحتى المدنيين الذين كانوا يبحثون عن الطعام.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والأطفال، مما يؤكد تعمد الاحتلال استهداف الفئات الأكثر ضعفًا، مشددًا على أن ما يحدث في القطاع هو جرائم حرب مكتملة الأركان.
محاولة إسقاط ما بقي من القطاع الصحي
وتزامنت هذه المجازر مع تصعيد خطير ضد المنظومة الصحية في غزة، حيث واصلت قوات الاحتلال قصف المستشفيات، واستهداف الطواقم الطبية، ومنع دخول الإمدادات الحيوية، في محاولة واضحة لإسقاط ما بقي من القطاع الصحي المنهك.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي هذه “الجرائم الوحشية” بأشد العبارات، محمّلًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها، وداعيًا المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة وإنقاذ المدنيين من الموت اليومي الممنهج.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، حيث يجبر الفلسطينيون المجوعون على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي.
الحصيلة الكلية للشهداء تتجاوز 57 ألفا
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 118 شهيدًا و581 إصابة، في تصعيد دموي جديد استهدف المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع المحاصر.
وأكدت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب شدة القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.
وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 57130 شهيدًا و135173 إصابة، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية في تاريخ الصراع.
“شهداء لقمة العيش”
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الفترة الممتدة من 18 مارس/آذار الماضي حتى اليوم، شهدت استشهاد 6572 فلسطينيًّا وإصابة 23132 آخرين، مما يعكس تصاعد وتيرة العدوان في الشهور الأخيرة.
كما وثقت الوزارة استشهاد 12 فلسطينيًّا وإصابة أكثر من 49 آخرين من عمال المساعدات خلال 24 ساعة فقط، ليرتفع إجمالي شهداء “لقمة العيش” إلى 652 شهيدًا وأكثر من 4537 مصابًا منذ بدء استهداف العاملين في توزيع المساعدات والمواد الغذائية.
وأكدت وزارة الصحة أن استمرار استهداف المدنيين ومراكز الإيواء ومقدمي الخدمات الإنسانية يُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والتدخل العاجل لوقف نزيف الدم الفلسطيني في غزة.