“ما آخر كلمات الشهيد لك؟”.. فلسطينيون يروون لحظات الوداع في حرب غزة (فيديو)

في قطاع غزة المحاصر، حيث لا تهدأ أصوات القصف ولا تجف دموع الفقد، تتواصل معاناة آلاف العائلات الفلسطينية التي فقدت أبناءها وأحبّاءها في الحرب الإسرائيلية المستمرة.
وفي سياق تغطيتها الإنسانية، وثقت الجزيرة مباشر شهادات مؤثّرة لأهالي الشهداء، رووا فيها لحظات الوداع الأخيرة التي جمعتهم بذويهم قبل استشهادهم، وصارت تلك الكلمات وصايا أبدية، تُروى كلما خيّم الحزن أو اشتد الحنين.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsبقلب جريح وكتف منهك.. أحمد يروي كيف أنقذ شقيقه “المعاق” من الجحيم في غزة (فيديو)
“ديري بالك على الأولاد”
إيمان الصوري، زوجة شهيد من غزة، تحدثت والدموع تسبق كلماتها “قال لي وهو يغادر البيت: ديري بالك على الأولاد من بعدي. قلت له: ما بصير تطلع وتسيبهم، أنا ما عندي طاقة أربيهم لحالي. ابتسم وقال: رب العباد معاكِ، ما بينساكِ”.
وأضافت بألم كبير “كنت أشعر أنه سيُستشهد، هو كان يطلب الشهادة بقلبه”.

“أنطق الشهادة يا أخوي؟”
أيوب محمد، شقيق أحد الشهداء، روى لحظات النهاية التي عاشها مع أخيه حين أصيب بقصف إسرائيلي، قائلا “كنت أحمله إلى المستشفى. قال لي وهو يتألم: أَنطق الشهادة؟ قلت له: انطقها يا أخوي، بس أنت حتعيش. ردّ عليّ: جسمي كله ساقع. مشيت فيه 20 متر بس واستشهد”.
وتابع بصوت مخنوق “وصّاني وقال لي: أمانة تديروا بالكم على مرتي. قلت له حاضر يا أخوي. كان متزوج من 4 شهور، ومرته حامل، ما لحق يفرح”.

“كل شيء رايح يا حجة”
ماجدة قديح، امرأة من غزة، روت اللقاء الأخير مع الشهيد الصحفي حسن اصليح “سألني: مالك زعلانة يا حاجة؟ قلت له: بيتي انهدم يا حسن. ردّ عليّ: كل شيء رايح يا حاجة، الدنيا ما بتسوى. كان يقول لي دائمًا: ديري بالك على حالك”.
وأضافت “آخر مرة شافني، قال لي: ليش ما بتاكلي؟ شوفي حالك صايرة، كان حنون ودايمًا يسأل عني”.

“كنت أقول له كل شيء”
أكرم نصر، شقيقة شهيد في غزة، قالت وهي تحبس دموعها “ربينا مع بعض أنا وأخوي وهو اللي مربي أولادي، هو أخوي وصاحبي وكل شيء بحياتي. أي حاجة تتعبني في الدنيا، كنت أحكيها ليوسف. لما فقدته، صرت أروح على قبره وأبكي له وأشكي له”.
“كان يحلم بعرسه”
دلال شبات، شقيقة مراسل الجزيرة مباشر الشهيد حسام شبات، قالت وهي تبكي “كان مجاهدا بكل معنى الكلمة، ويعمل أشياء عظيمة بهدوء. كان يجي دايمًا يحكي: متى تخلص الحرب حتى أعمل عرسي؟ ويقول لنا: بدي أفرحكم وألبسكم”.
“راح يجيبلي شغلة حلوة”
إسلام أبو رقعة، والد شهداء من غزة، يذكر تفاصيل صباح استشهاد أبنائه “راحوا على الحلاق مع بعض. حلّقوا نفس الحلاقة، وبدلوا ملابسهم. كانوا مبسوطين. ابني محمد قال لي: خليك قاعد تحت الشجرة، رايح أجيبلك شغلة حلوة وأرجع”.
وتابع الأب “بعدها بساعات، جاني اتصال يخبرني أنهم استشهدوا. بعدها بأيام، احتفلنا بعيد ميلاد أحمد في المقبرة، ووزعنا اللي فيه النصيب”.

وأكدت وزارة الصحة في بيانها، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية المتواصلة للقطاع إلى 57 ألفا و418 شهيدا و136 ألفا و261 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة ما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال، بجانب الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء.