ترامب ينفذ الوعد الذي قطعه قبل 5 سنوات ضد منظمة “أنتيفا”

أعضاء من حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية في مظاهرة بالعاصمن واشنطن (غيتي-أرشيف)

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين أمرًا تنفيذيًا صنّف بموجبه حركة “أنتيفا” منظمةً إرهابية محلية، في قرار يأتي بعيد اغتيال حليفه الوثيق المؤثر المحافظ تشارلي كيرك.

وقال البيت الأبيض إن ترامب كتب في أمره التنفيذي أنه بسبب “نمط من العنف السياسي المصمم لقمع النشاط السياسي المشروع وعرقلة سيادة القانون، فإنني أصنف بموجبه أنتيفا منظمة إرهابية محلية”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وفي تفاصيل البيان الذي نشره البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني، اتهم ترامب “أنتيفا” بأنها تنظيم عسكري فوضوي يدعو بشكل صريح إلى إسقاط حكومة الولايات المتحدة، وأجهزة إنفاذ القانون، والنظام القانوني القائم.

وأضاف أن التنظيم يعتمد على وسائل غير قانونية لتنظيم وتنفيذ حملة عنف وإرهاب في مختلف أنحاء البلاد لتحقيق أهدافه. وواصل البيان نقلاً عن ترامب أن منظمة “أنتيفا” تنسق أعمالها لعرقلة تنفيذ القوانين الفيدرالية من خلال مواجهات مسلحة مع السلطات، وتنظيم أعمال شغب، واعتداءات عنيفة ضد عناصر من سلطات الهجرة والجمارك وغيرهم من مسؤولي إنفاذ القانون، بالإضافة إلى ممارسات معتادة مثل الكشف غير القانوني عن المعلومات الشخصية والتهديدات الموجهة لشخصيات سياسية وناشطين.

كما اتهمها ترامب بتجنيد وتدريب شباب أمريكيين للانخراط في هذا العنف، مع استخدام أساليب معقدة لإخفاء هويات المشاركين ومصادر تمويل التنظيم ونشاطاته، بهدف تعطيل جهود إنفاذ القانون وتوسيع قاعدة أعضائه.

وربط ترامب منظمة “أنتيفا” بمنظمات أخرى دون الإفصاح عن هويتها وركز أن هدفها الأساسي نشر العنف السياسي وقمع حرية التعبير السياسي المشروع، لتحقيق أهداف سياسية من خلال الإكراه والترهيب، كشكل من أشكال الإرهاب المحلي.

واعتبر ترامب أن ما ساقه عن التنظيم وأهدافه ووسائله، سبب وجيه لإعلان “أنتيفا” كمنظمة إرهابية محلية.

وكلف ترامب في بيانه، جميع الجهات والإدارات التنفيذية المعنية باستخدام كافة الصلاحيات القانونية المتاحة للتحقيق وتعطيل وتفكيك أي نشاطات غير قانونية، خاصة تلك المرتبطة بأعمال إرهابية، تنفذها “أنتيفا” أو أي شخص يدعي التصرف نيابة عنها، أو تلك التي تلقت دعمًا ماديًا منها أو من أي جهة تتصرف بالنيابة عنها، ويشمل ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق والملاحقة القضائية ضد الممولين لتلك النشاطات.

وعد قديم

في تدوينة قديمة قبل 5 سنوات على موقع “إكس” قال ترامب إن “الولايات المتحدة ستصنِّف أنتيفا منظمة إرهابية”.

جاءت تهديدات ترامب وقتها بالتزامن مع احتجاجات عنيفة في الولايات المتحدة، رفضا لقتل الشرطة مواطنا من أصول إفريقية جون فلويد (46 عامًا)، 25 من مايو/أيار، بينما كان ضابط شرطة بمدينة مينيابوليس، ويدعى ديرك تشوفين، يطرحه أرضًا ويضع ركبته على عنقه لمدة 8 دقائق، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

من هي “أنتيفا”

حركة “أنتيفا”، مصطلح عام يُطلق على جماعات يسارية ترفع لواء مناهضة الفاشية.

ويتكون اسم “أنتيفا” من جزأين مضمونهما “العداء” (ANTI)، و”الفاشية” (FA)، ويصنفها البعض منظمة فوضوية ويعتنق أغلب أعضائها الأفكار الشيوعية والاشتراكية.

لا يعرف بدقة متى ظهرت هذه الحركة. وفي الولايات المتحدة يرجعها البعض لاجتماع منظمة التجارة العالمية بمدينة سياتل عام 1999، حيث شهدت المدينة مظاهرات عنيفة، واستخدم فيها العنف، ودمر وسط المدينة من دون سقوط ضحايا.

يرتدي ناشطو المنظمة أغطية للوجه وملابس سوداء، ويتحركون في مجموعات صغيرة، ويحاولون لفت الانتباه لمواقفهم الداعية للتغيير والتمرد على الأوضاع الحالية.

وتعادي أنتيفا الرأسمالية والنخب السياسية ووسائل الإعلام، وتؤمن بضرورة التعبير عن نفسها من خلال العنف الذي لا ينبغي له أن يصل للقتل أو سفك الدماء.

ويرى أعضاء أنتيفا الذين يحتفظون بسرية انتمائهم أن منظمتهم ما هي إلا رد فعل طبيعي على تنامي الاتجاهات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، التي منحها وصول ترامب للبيت الأبيض قوة دفع كبيرة.

وفي عام 2020، صرّح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، حينها، بأن “أنتيفا” كيان حقيقي، وأضاف أن وكالته فتحت تحقيقات مع من وصفهم بـ”المتطرفين الأناركيين العنيفين” الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم من “أنتيفا”.

مع ذلك، أوضح راي أنه يحقق في الأفعال العنيفة، لا في الأفكار، واعتبر “أنتيفا” أيديولوجيا لا منظمة ذات هيكل هرمي.

المصدر: الجزيرة مباشر + وسائل إعلام أمريكية

إعلان