خطوة جريئة تهز قطاع الأعمال.. “لَش” تغلق متاجرها في بريطانيا من أجل غزة (فيديو)

في خطوة وصفت بالجريئة وغير المسبوقة في قطاع الأعمال البريطاني، أعلنت شركة “لَش” لمستحضرات التجميل الطبيعية إغلاق جميع متاجرها ومصانعها في المملكة المتحدة ليوم كامل، تضامنًا مع غزة، في مواجهة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر، كشف مؤسس ورئيس الشركة مارك قسطنطين، عن خلفيات هذا القرار، وعن رؤيته لمعنى التضامن ودور الشركات التجارية في القضايا الإنسانية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4كوربن يعتزم رفع تقرير محكمة غزة الشعبية إلى مجلس العموم والخارجية البريطانية (فيديو)
- list 2 of 4حركة “شهداء فلسطين” بعد “بالستاين أكشن”.. ما قصة الحركة الوليدة في بريطانيا؟
- list 3 of 4شاهد: بريطانيا تعتقل مئات المتظاهرين في احتجاج على حظر حركة “فلسطين أكشن”
- list 4 of 4أول مسلمة تتولى وزارة الداخلية في بريطانيا.. من هي شابانا محمود؟
وقال قسطنطين “من الصعب جدًا مشاهدة ما يجري في غزة، وكان من المخزي أن نقف متفرجين”.
وتابع “لا أحد يريد لهذا أن يستمر. وفي النهاية، تشعر بإحباط شديد أنت وزملاؤك من أن لا شيء يحدث. وعندها، بدافع اليأس، تغلق متاجرك ومصانعك وتضع لافتة على النافذة على أمل أن ينتبه أحد”.
بهذه الكلمات عبر رئيس الشركة عن حجم الإحباط الذي دفعهم إلى هذه الخطوة، معتبرًا أن مجرد “المشاهدة” باتت فعلًا معيبًا في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة ومآس يومية.

رفع العلم الفلسطيني على موقع الشركة
وقامت الشركة، بالتزامن مع الإغلاق، الأربعاء الماضي في بريطانيا ثم الخميس في أيرلندا، بوضع العلم الفلسطيني في صدر موقعها الإلكتروني، وكتبت “أوقفوا تجويع غزة. نحن نقفل تضامنا معها”.
وشمل هذا الإغلاق، الذي كبد الشركة خسائر بنحو 300 ألف جنيه استرليني، أكثر من 100 موقع لها في المملكة المتحدة، إلى جانب إغلاق مصانعها والبيع عبر موقعها الإلكتروني أيضًا.
ويعترف قسطنطين للجزيرة مباشر أن التضامن لم يكن ضمن قاموسه المهني في البداية، لكنه تعلمه عبر تجاربه.
وأوضح “أنا رجل أعمال، رأسمالي. التضامن ليس شيئًا اعتدنا عليه. لكنني تعلمته حين انتقدنا الحكومة البريطانية لسماحها للشرطة بتجاوز صلاحياتها، وتعرضنا لمشاكل. حينها وقف معنا عدد من الأشخاص الذين أحترمهم بشدة. ومن هنا أدركت معنى التضامن: إنه الحب والرحمة والرعاية”.

شعور الموظفين بالفخر
واستطرد “لا يمكننا أن نكون مع هؤلاء الفلسطينيين حيث هم أو نشاركهم معاناتهم اليومية، لكن يمكننا على الأقل أن نقف إلى جانبهم ونعبر عن ذلك بوضوح”.
ويؤكد قسطنطين أن خطوة إغلاق المتاجر لمدة يوم، لم تكن قرارًا إداريًا منفردًا، بل جاءت استجابة لضغط داخلي من موظفي الشركة أنفسهم.
وأضاف “موظفونا كانوا متقدمين علينا بخطوة. كانوا متلهفين لرؤية رد فعل منا، أن نقول شيئًا على الأقل. أعتقد أن قرارنا منحهم بعض الفخر والرضا، قبل أن يقترحوا علينا مبادرات أخرى”.
ويقر قسطنطين بأن مثل هذه الخطوات قد تبدو محدودة الأثر، لكنه يرى أنها تمنح شعورًا جماعيًا بالفخر.
ترحيب كبير في ليفربول
وتباينت ردود الفعل على مبادرة “لَش”، بحسب قسطنطين، بين مؤيد ومعارض، مضيفا “كما كان متوقعا، تلقينا الكثير من الرسائل. بعض الناس اعتقدوا أننا لم يكن يجب أن نفعل ذلك، بينما وصلتنا رسائل مشجعة من آخرين رأوا أنه كان ينبغي علينا القيام بهذه الخطوة”.
وتابع “لكن أكثر ما أسعدنا كان ما جرى في مدينة ليفربول، حيث تجمع نحو مئة شخص أمام متجرنا، وصفقوا وهتفوا دعمًا لنا. كان ذلك رائعًا”.
هذه الازدواجية في ردود الفعل لم تفاجئ إدارة الشركة، التي اختبرت سابقًا حجم الجدل الذي يثيره أي موقف علني تجاه فلسطين. فقد سبق لـ”لَش” أن واجهت حملات مقاطعة وانتقادات إعلامية بسبب مواقفها السياسية.
وتعرضت الشركة، التي تعمل في أكثر من 50 دولة حول العالم، للهجوم سابقًا على خلفية منتج صابون على هيئة شريحة بطيخ، أنتجته الشركة لجمع تبرعات لغزة، وتقول إنه كان المنتج الأكثر نجاحا لجمع التبرعات في تاريخها، حيث تذهب الأرباح إلى خدمات الصحة العقلية للأطفال في غزة والضفة الغربية.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، كشف قسطنطين، أن الشركة ستمضي قدمًا في مبادرة إغلاق متاجرها ليوم واحد في عدة دول أخرى، بدءًا من فرنسا، في خطوة يأمل أن تتحول إلى حملة دولية للتأكيد على التضامن مع غزة.
