الإنفاق العسكري العالمي يقفز إلى أكبر زيادة منذ الحرب الباردة

شهد الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 أكبر زيادة له منذ نهاية الحرب الباردة، حيث بلغ 2.7 تريليون دولار أمريكي، وفقًا لتقرير أصدره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) الاثنين.
وارتفعت مستويات الإنفاق بسبب الحروب والنزاعات التي اشتدت في مناطق مختلفة من العالم، مع تسجيل زيادة كبيرة في أوروبا والشرق الأوسط.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: أول لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السوري
شرطة الكونغرس تخرج مؤسس “بن آند جيريز” بالقوة بعد احتجاجه على دعم واشنطن لعدوان إسرائيل على غزة (فيديو)
الأعلام الفلسطينية تثير غضب بن غفير والعشرات يهاجمون مركبته (فيديو)
ووفقًا للتقرير، ارتفع الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 9.4% مقارنة بعام 2023، وهو العام العاشر على التوالي الذي يشهد ارتفاعًا في الإنفاق العسكري.
وقال شياو ليانغ، الباحث في برنامج “الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة” في معهد سيبري، إن الزيادة في الإنفاق العسكري “تعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة”. وأضاف: “إنها أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة رفعت ميزانياتها الدفاعية خلال العام الماضي، وهو ما يعكس ديناميكية عالمية تعيد تشكيل أولويات الإنفاق الحكومي.
تداعيات اجتماعية واقتصادية
وحذر ليانغ من أن الفاتورة الباهظة للإنفاق العسكري سيكون لها “تأثير اجتماعي واقتصادي وسياسي عميق”، حيث قد تضطر الدول إلى إجراء تغييرات جوهرية في خياراتها المتعلقة بالميزانية.
وأوضح الباحث أن بعض الدول الأوروبية خفضت نفقات أخرى، مثل المساعدات الدولية، لتمويل الزيادة في الإنفاق العسكري، أو لجأت إلى زيادة الضرائب والاستدانة لتغطية النفقات الدفاعية.
وكانت أوروبا، ومنها روسيا، المنطقة الأكثر إنفاقًا على الصعيد العسكري، حيث ارتفع الإنفاق بنسبة 17% ليصل إلى 693 مليار دولار عام 2024.
وخصصت روسيا وحدها 149 مليار دولار لجيشها، بزيادة قدرها 38% مقارنة بالعام السابق، وهو مستوى يعادل ضعف ما أنفقته البلاد عام 2015.
على الجانب الآخر، سجلت أوكرانيا زيادة في ميزانيتها العسكرية بنسبة 2.9%، لتصل إلى 64.7 مليار دولار، رغم أنها لا تمثل سوى 43% من الموارد العسكرية الروسية.
ومع ذلك، خصصت كييف أعلى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي في العالم للإنفاق العسكري، حيث بلغت 34% من الناتج المحلي الإجمالي.

الإنفاق العسكري الألماني في الصدارة
شهدت ألمانيا تحولًا لافتًا في مجال الإنفاق العسكري، وارتفعت ميزانيتها الدفاعية بنسبة 28% لتصل إلى 88.5 مليار دولار. وقال التقرير إن ألمانيا أصبحت، لأول مرة منذ إعادة توحيدها، أكبر مساهم دفاعي في أوروبا الوسطى والغربية.
أما الولايات المتحدة، وهي أكبر مُنفق عسكري عالمي، فقد زادت ميزانيتها بنسبة 5.7% لتصل إلى 997 مليار دولار، مما يمثل 37% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي و66% من الإنفاق العسكري لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار التقرير إلى أن 18 من أصل 32 دولة عضوًا في الناتو بلغت هدف تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، وهو مستوى غير مسبوق منذ تأسيس الحلف.
كما سجّل الإنفاق العسكري ارتفاعًا ملحوظًا في بعض الدول، إذ زادت إسرائيل إنفاقها بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهي أكبر زيادة منذ حرب الأيام الستة عام 1967.
في المقابل، انخفض الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 10% ليصل إلى 7.9 مليارات دولار، رغم انخراط طهران في نزاعات إقليمية، حيث فرضت العقوبات الاقتصادية قيودًا على قدرتها على تعزيز الإنفاق الدفاعي.

الصين: تحديث القدرات العسكرية
تحتل الصين المرتبة الثانية عالميًّا في الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة، حيث واصلت استثماراتها في تحديث القوات المسلحة وتطوير قدراتها في الحرب السيبرانية وتعزيز ترسانتها النووية.
وفي عام 2024، ارتفعت ميزانية الدفاع الصينية بنسبة 7% لتبلغ 314 مليار دولار، وهو ما يمثل نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا، بحسب تقرير سيبري.