سوريا توقع أول اتفاق استثماري مع جهة دولية منذ سقوط نظام الأسد

وقّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، اليوم الخميس، اتفاقية مع شركة “سي إم إيه سي جي إم” الفرنسية لتطوير مرفأ اللاذقية وتشغيله لمدة 30 عامًا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا).
وتشمل الاتفاقية التزام الشركة الفرنسية باستثمار نحو 230 مليون يورو لتطوير المرفأ، وفق ما أعلن مدير مرفأ اللاذقية أحمد مصطفى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحذر الأكراد من “المماطلة”.. الشيباني يدعو لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية (فيديو)
أزمة البنزين المغشوش في مصر من النفي إلى التعويض
جيروزاليم بوست: شركات طيران شطبت إسرائيل من الخريطة
30 مليون يورو مرحلة أولى
وأوضح أن الاتفاقية تُلزم الشركة بضخ 30 مليون يورو كمرحلة أولى خلال السنة الأولى من العقد، يعقبها بناء رصيف جديد خلال السنوات الأربع التالية بقيمة 200 مليون يورو.
وأضاف مصطفى، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أن الرصيف الجديد سيكون بمواصفات عالمية قياسية بطول 1.5 كيلو متر وعمق 17 مترًا، مما سيتيح استقبال السفن الكبيرة التي لم يكن بإمكانها دخول المرفأ سابقًا.
وأشار إلى أن هذه التوسعة ستزيد من قدرة المرفأ على استقبال الحاويات والبضائع بحجم أكبر، مع تحسين البنية التحتية والفوقية اللازمة لتشغيله.
آلية التشغيل
وحول الآلية التشغيلية، أوضح مدير المرفأ أن العائدات بين الدولة السورية والشركة الفرنسية ستُقسّم بنسبة 60% للدولة السورية و40% لصالح الشركة.
وأضاف أن هذه النسبة ستتغير بشكل تصاعدي مع زيادة عدد الحاويات التي ستصل إلى المرفأ خلال السنوات المقبلة، ما يعكس طموحًا بتحقيق عائدات اقتصادية مستدامة.
وفي تصريحاته عقب توقيع الاتفاقية، أعرب المدير الإقليمي لشركة “سي إم إيه سي جي إم”، جوزيف دقاق، عن سعادته بإبرام العقد قائلًا “يسعدنا اليوم أن نعلن عن توقيع عقد استثمار وإدارة مرفأ اللاذقية للثلاثين عامًا المقبلة”.
وتابع “في إطار هذا العقد، التزمنا بتحديث المرفأ، وتوسيعه، وتعميق حوضه ليكون قادرًا على استقبال سفن أكبر حجمًا، واستيعاب جميع الكميات المتوقعة من البضائع التي يُنتظر أن تصل إلى سوريا خلال السنوات القادمة”.
أول عقد استثماري مع جهة دولية منذ سقوط الأسد
ويُعد هذا الاتفاق أول عقد استثماري بين سوريا وجهة دولية منذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها بداية لإحياء التعاون الدولي مع سوريا بعد سنوات من العزلة الاقتصادية.
وأشار مدير مرفأ اللاذقية إلى أهمية هذا الاتفاق، واصفاً إياه بأنه “نقلة نوعية في تشغيل المرفأ” حيث سيوفر الرصيف الجديد إمكانية دخول السفن الكبيرة وزيادة السعة الاستيعابية للمرفأ بما يتماشى مع المتطلبات العالمية.