عيد العمال.. ما قصته وكيف يحتفل به العالم العربي؟

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد العمال من دولة لأخرى (غيتي)

في الأول من مايو/أيار من كل عام، يحيي ملايين العمال حول العالم مناسبة “عيد العمال”، وهو اليوم الذي ارتبط تاريخيًا بنضال العمال من أجل حقوقهم وتحسين ظروف عملهم، وتحوّل مع مرور الزمن إلى مناسبة عالمية للاحتفاء بالعامل وقيم العمل.

ما هو عيد العمال ولماذا نحتفل به؟

تعود جذور عيد العمال إلى الإضرابات والاحتجاجات التي نظمها عمال مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1886، للمطالبة بتحديد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات. وانطلقت هذه التحركات في الأول من مايو/أيار تحت شعار “ثماني ساعات للعمل، ثماني ساعات راحة، ثماني ساعات للنوم”، ما أدى إلى مواجهات دامية مع الشرطة عرفت لاحقًا بـ”أحداث هايماركت”.

وفي 1889، أقرت ما تسمى بـ “الأممية الاشتراكية” في مؤتمرها بباريس الأول من مايو/أيار يومًا عالميًا للعمال، تخليدًا لضحايا هايماركت، وليصبح يومًا للاحتجاج والمطالبة بحقوق العمال في مختلف أنحاء العالم.

صامويل فيلدن، ناشط اشتراكي راديكالي من إنجلترا، يقف فوق عربة الخطابة بينما تنفجر قنبلة ديناميت بين صفوف الشرطة، مما أشعل شرارة الأحداث في ميدان هايماركت بشيكاغو (غيتي)

كيف بدأت احتفالات عيد العمال في العالم العربي؟

ورغم أن البداية الفعلية لعيد العمال كانت في الولايات المتحدة، فإن الفكرة وصلت إلى العالم العربي، حيث تبناها العديد من الدول التي بدأت الاحتفال بهذا اليوم، وأصبح الأول من مايو/أيار يومًا رسميًا للعمال في معظم الدول العربية.

لماذا تختلف مظاهر الاحتفال بعيد العمال من دولة عربية لأخرى؟

تتنوع مظاهر الاحتفال في الدول العربية بحسب طبيعة المجتمعات وظروف العمال فيها. ففي بعض الدول، يتم تنظيم مسيرات وتظاهرات عمالية لرفع المطالب الاجتماعية والاقتصادية، بينما تقتصر في دول أخرى على إجازة رسمية دون فعاليات احتجاجية.

عمال تونس يحتفلون في عيد العمال العالمي

ما أبرز تحديات العمال في العالم العربي اليوم؟

يواجه العمال في الدول العربية تحديات عدة، أبرزها قضايا البطالة، وتدني الأجور، وظروف العمل السيئة، وقلة الضمانات الاجتماعية. كما تبرز مشكلات عمالية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية.

كيف أثر الوضع الاقتصادي والسياسي على واقع العمال العرب؟

انعكست الأزمات السياسية والاقتصادية في العالم العربي بشكل مباشر على الطبقة العاملة، حيث أدت هذه الأوضاع إلى زيادة معدل البطالة وتدهور القدرة الشرائية وتراجع الحماية الاجتماعية للعمال، خاصة في الدول التي تشهد اضطرابات مستمرة.

كيف يمكن تحسين أوضاع العمال في الدول العربية مستقبلًا؟

تدعو منظمات العمل والنقابات العمالية إلى ضرورة تعزيز حماية حقوق العمال من خلال التشريعات، وتفعيل دور النقابات، وتوفير ظروف عمل لائقة، وضمان الحد الأدنى من الأجور.

عيد العمال (غيتي)

عيد العمال حول العالم.. كيف تحتفل الدول بهذه المناسبة؟

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد العمال من دولة لأخرى، ففي فرنسا يرتبط بشراء زهور زنبق الوادي، وفي إيطاليا يقام حفل موسيقي في روما، بينما تنظم في فنلندا نزهات عائلية وكرنفالات طلابية.

وفي تركيا وإندونيسيا وباكستان يتم تخصيص اليوم كعطلة رسمية، في حين لا تحتفل بعض الدول مثل هولندا بهذه المناسبة.

كيف يحتفل بعيد العمال في الولايات المتحدة وكندا؟

رغم أن جذور عيد العمال بدأت في الولايات المتحدة، إلا أنها تتجنب الاحتفال به في الأول من مايو بسبب ارتباطه بحركات عمالية ذات طابع اشتراكي وشيوعي.

بدلاً من ذلك، اختارت الولايات المتحدة وكندا تخصيص أول يوم إثنين من شهر سبتمبر/أيلول كعيد للعمل. ويُعد هذا اليوم عطلة وطنية تُركز على الاحتفال بالإنجازات الاقتصادية والتعليمية للعمال، وغالبًا ما تُقام فيه مهرجانات وعروض تذكّر بالمساهمات العمالية، بينما تتجنب الطبيعة الاحتجاجية التي تميز المناسبة في دول أخرى.

ما هي أبرز تحديات العمال التي تُطرح في عيد العمال؟

رغم مرور أكثر من 100 عام على بدء الاحتفال بعيد العمال، إلا أن العمال في مختلف أنحاء العالم يواصلون نضالهم لتحقيق أهداف جديدة. ومن أبرز التحديات التي تواجههم اليوم:

  • الأجور غير المنصفة: في العديد من الدول، لا تزال الأجور لا تغطي تكاليف المعيشة الأساسية.
  • غياب الأمن الوظيفي: العمال المؤقتون والموسميون يواجهون مخاطر فقدان العمل دون أي تعويضات.
  • ظروف العمل السيئة: لا يزال ملايين العمال يعملون في بيئات غير آمنة دون ضمانات صحية.
  • البطالة المرتفعة: تزايد معدلات البطالة نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية.
  • استغلال العمالة المهاجرة: في كثير من الدول، تُستغل العمالة الأجنبية بسبب ضعف التمثيل النقابي وغياب الحماية القانونية.

ما دلالة رموز عيد العمال؟

ارتبط عيد العمال برموز عديدة، أبرزها رمز “المنجل والمطرقة” واللون الأحمر، خاصة في الدول التي لها تاريخ اشتراكي أو شيوعي.

أنصار الحزب الشيوعي العراقي يهتفون بالشعارات خلال تجمع احتفالي بمناسبة عيد العمال في العاصمة بغداد. (الفرنسية)
المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان