بدء محادثات أمريكية صينية في جنيف وسط تصاعد الحرب التجارية

أول تحرّك جاد من الطرفين منذ أشهر

تتجه الأنظار نحو محادثات جنيف كمحاولة لوقف تصعيد الحرب التجارية بين أمريكا والصين (غيتي)

التقى اليوم السبت في مدينة جنيف السويسرية وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، في أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ اندلاع التوترات التجارية الأخيرة بين البلدين.

حرب جمركية تعصف بالأسواق

تأتي هذه المحادثات وسط حالة من عدم اليقين التي تشهدها الأسواق الدولية، على خلفية التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة لا تقل عن 10% على الواردات جميعها، إلى جانب رسوم إضافية طالت شركاء عدة تجاريين رئيسيين، وعلى رأسهم الصين.

وقد تسببت هذه السياسة الجمركية المشددة في اضطرابات ملحوظة بأسواق الأسهم والقطاعات المالية العالمية، حيث يراقب المستثمرون تطورات الموقف بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

ورغم أن واشنطن علّقت بعض هذه الرسوم الجمركية مؤقتًا في محاولة لإتاحة المجال أمام مفاوضات تجارية، إلا أن الرسوم الخاصة التي تصل إلى 145% على السلع الصينية ما تزال قائمة.

في المقابل، ردت بيجين بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية بنسبة تصل إلى 125%، مما فاقم من حدة الأزمة، وأدى إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين.

President Donald Trump gestures as he speaks with reporters after announcing a trade deal with United Kingdom in the Oval Office of the White House, Thursday, May 8, 2025, in Washington. (AP Photo/Evan Vucci)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أسوشيتد برس)

إشارات متضاربة من ترامب

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو محادثات جنيف كمحاولة لكسر الجمود، ظهرت مؤشرات محتملة على أن الإدارة الأمريكية قد تكون منفتحة على مراجعة موقفها من الرسوم الجمركية، فقد كتب الرئيس ترامب في منشور له عبر منصة “تروث سوشيال”، الجمعة، “الرسوم الجمركية بنسبة 80% على الصين تبدو مناسبة! الأمر يرجع إلى سكوت بي”.

ويُنظر إلى هذا التصريح على أنه خطوة لتخفيف التوتر، رغم أنه لم يُرافق بإعلان رسمي عن تغيير جوهري في السياسات الحالية، وهو ما يجعل مخرجات محادثات جنيف ذات أهمية قصوى.

وتعد هذه الجولة من المحادثات أول تحرّك جاد من الطرفين منذ أشهر، حيث يحاول كل طرف إظهار أنه في موقع تفاوضي أقوى.

ومع ذلك، فإن هناك ترقّبًا حذرًا في الأوساط الاقتصادية حيال ما إذا كانت هذه اللقاءات ستفضي إلى نتائج ملموسة، أم أنها ستُبقي الأزمة قائمة؟

المصدر : وكالات

إعلان